وأنهض «1» أبا العباس فيروزان بن الحسن نحو البصرة لا ستصفائها «2» واستضافتها إلى أخواتها. فلما عبر [43 أ] نهر موسى «3»، استجاش المقيمون بها من عسكر بهاء الدولة أهل البصرة عليهم، فعمد منهم خلق عظيم إلى المسالك بينه وبينهم، فبثقوا سكور الأهواز «4» عليها حتى عميت الطرق، وأعوز المجال والمخترق. وبقي هو «5» ومن معه في مخاضات ووحول سدت عليهم وجوه الاختيار، وطمست دونهم معالم الإقبال والإدبار.
ووافقهم إقبال خيول «6» من الموصل على عوادل «7» الطرق، لمظاهرة «8» المقيمين بالبصرة «9»، فلما أخذتهم أبصار أصحاب أبي العباس فيروزان، ورأوا فيهم شوكة ووفورا، ولوا على أدبارهم نفورا.
Shafi 84