Yamini
اليميني
وقد كان الأستاذ أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمشاذ زعيم أصحاب أبي عبد الله بن كرام، غزير الفضل، كبير المحل، مذكورا بالديانة الوافية، والأمانة البادية والخافية، ومشهورا «8» باليقظة «9» على الفرق الغالية والبدع الجافية. فوافق رأي السلطان على اجتياح من ركب بنيات «10» الطريق، وعدم في العدول عن مثل مخارف «11» النعم مساعدة التوفيق، ونبهه «1» على عدة زعم «2» أنهم ضلال، ولهم في فضول القول «3»، وهذر المحال مجال؛ فسلكوا في أصفاد الآخرين، ونصبوا عبرة للناظرين.
وازداد أبو بكر فيما تقرب به «4» من ظاهر المحاماة على دين الله، والمراماة دون حق الله، وتطهير بيضة الإسلام عن كل ذي ريبة بعيدة أو قريبة، حشمة أطمعت فيه الرجال، وأمالت إليه الآمال. وأية حشمة وضع الله عليها طابع الدين، فهي في جوار النجم علو مكان، وسمو شأن. وكفاك بها فخامة ما ورد في الخبر المروي أن الله تعالى «5» قال للدنيا: «من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاتعبيه أو فاستخدميه» «6».
Shafi 392