270

وحضأ «5» السلطان عليه نار الحرب ثلاثة أيام بلياليها، يرميه بالصواعق من ظبى «6» السيوف البوارق، ويقذفه بالشهب اللوامع، ومن شبا الرماح الشوارع. وواصلها عليهم صبيحة الرابع، بضرب يطير الحواجب عن العيون، ويزيل القبائل عن الشؤون «7»، ورشق يدع الأجساد مناخل بل مناخر [152 أ] قد انفجرت عروقها، وأعيت على السكر بثوقها، حتى «8» إذا توجت الشمس قمة النهار، أهاب بالشد على الكفار الفجار «9» فتجاوبت نغم التكبير استنزالا لنصر الله [عز وجل] «10»، وتنجزا لصادق وعد الله. وحمل أولياء الله على ذوي الإفك والشرك حملة كشفت صفوفهم «1»، وأرغمت بالذل «2» أنوفهم. وأقبل السلطان كالفحل العتيق يضرب باليدين، ويقد الدارع «3» بنصفين، ويسقي ظماء الكفر من كؤوس الحين. وملك عليهم في تلك الشدة الواحدة عدة «4» من الفيلة التي كان يعدها الكافر حصونا لقلبه «5»، ويعدها سكونا لقلبه «6».

وتماوج الفريقان في غمار «7» تلك الحملة، بين نقف «8» يثير أدمغة الهام، وطعن ينزف «9» حشاشة الأجسام. وأعلى الله راية السلطان، بل راية الدين والإيمان، وأهب ريح «10» النصر رخاء، وأعاد شدة العيش رخاء، فولى المشركون نحو المدينة اعتصارا بسورها، وانحصارا في دورها، فأعجلهم الطلب عن الاحتياط، وملك عليهم مداخل الحصار، وتعاون أفناء «11» العسكر على سدم خنادقه، وهدم وثائقه، وتضافروا على تفسيح مضائقه، وتفتيح مغالقه.

Shafi 280