240

ولما رأى أبو القاسم [135 أ] أن الأمر جد، والطريق منسد، خنس وراءه عاضا على البنان، منخزلا لعارض الحرمان. وبلغ شمس المعالي قابوس بن وشمكير انصرافه مع نصر على وجه الري، فقذفهما بعفاريت الأكراد من كل جانب، ودحرهم عن حدود مملكته بعذاب واصب. ولما رأيا أن الأرض تلفظهم يمينا وشمالا، وتنفيهم «8» جنوبا وشمالا، تآمرا «1» على قصد السلطان يمين الدولة وأمين الملة مستأمنين إليه، ومستعديين على الزمان بالمثول بين يديه، فيمما عالي «2» حضرته، وتوشحا بجمال خدمته، فأما أبو القاسم فهرب على ما سبق ذكره، إلى أن أودعه الحبس أسره، وأما نصر فأقام على الخدمة مدة إلى أن أمر السلطان بإقطاعه بيار «3» وجومند طعمة له، فنهض إليهما.

وأبت عليه همته القناعة بهما، فلم يزل يضطرب في حبالته إلى أن خدع من الري، وحمل منها إلى قلعة أستوناوند «4»، فجعلت عليه حصيرا، وساء ذلك مصيرا. ووكل شمس المعالي بعد ذلك بحوالي القلاع فيما بين جرجان واستراباد وما وراءها من أحاط بهم إحاطة الخلخال [135 ب] بأرساغ البعير، حتى افتتحها غيلة ومكيدة، ومراعاة لحقوق الاستسلام والتسليم وكيدة، فصفت له تلك الولاية بحدودها وحواشيها، وقلاعها وصياصيها، بما أعد من زبد الأحقاب فيها.

Shafi 249