وبادر بكتوزون إلى مناخ الأمير أبي الحارث، وهناك فائق في قضه وقضيضه، ولفه ولفيفه. فلما وصل إليه أنكر محله لديه، لتقصير «1» في حق مقدمه تجناه عليه، وشكا إلى فائق ما أنكره، فشكا إليه فوق ما ذكره، وتداولا فيما «2» بينهما ذكر معايبه «3»، وتقاولا خشونة جانبه، وحزونة أخلاقه وضرائبه «4»، وأغريا أهل العسكر بخلعه، [89 ب] والتماس الراحة بالاستبدال «5» به، فانجروا معهما في جرير المساعدة، حرصا على لذة الاستطراف، واغتناما لنهزة الاستضعاف. فاستحضره «6» بكتوزون بعلة اجتماع العسكر لمهم احتيج إلى نظره فيه، وإشارته بوجه الصواب في تلافيه، حتى إذا حضره «7» حصره، ووكل به من سمل بصره، غير آو «8» لفجيعته بطليعتي حياته «9»، أحسن ما كان رداء جمال، وعمود اعتدال، وطلعة هلال، وروعة عزة وجلال. ولقد أجهش إليه عند الاستسلام في حاج «10» له ثلاث خفاف المئونة عليه، منها: صيانة من قامت عنه «11» عن ذل المناظرة على مال المصادرة. فكايده بخلاف حاجته، ونقيض مسألته «12» إلهابا لنار الحسرة في صدره، ومضاعفة لنقل المحنة على ظهره، فعل الموتور بما لا شوى له «13»، ولا بقيا معه.
Shafi 166