وجبر له كسر حاله، وأعاد إليه رونق مائه وجماله. وشحن غزنة بثقاته، والكفاة من حماته. وانحدر إلى بلخ في عامة أوليائه وأنصاره، وقد انتظم له ما انتثر بعد أبيه، واستقر عليه ما سعى في تلافيه، فغصت شعاب بلخ وضواحيها بطبقات رجاله، وعلامات الأعلام من أفياله، فكتب إلى الأمير أبي الحارث بذكر إقباله، وحذفه فضل الشغل الذي «1» كان بأخيه عن باله، وأنه «2» قائم مقام أبيه في المحاماة عن الدولة، والنضال عن الجملة، والإقبال على قضاء حقوق ما تعرفه من بركة اصطناع الرضا واصطفائه، وتقديمه على زعماء حشمه وأوليائه. فأرسل إليه أبو «3» الحسن العلوي الوصي الهمذاني في تهنئته بمقدمه، وإظهار اليمن بموطى ء قدمه. وعقد له على بلخ وترمذ «4»، وما والاهما، وديار بست وهراة وما تاخمهما وداناهما، وتلطف في الاعتذار إليه من أمر نيسابور حرصا على ترضيه، وكراهة لصرف بكتوزون عنها إلا بعلة تقتضيه.
Shafi 163