ولما انحاز أبو القاسم عن أخيه، أقام حجرة «8» إلى أن ورد الأمير سبكتكين خاستر «1» من نيسابور، فنهض إليه متعرضا للقائه، وتمهيد حال في ممالأته وولائه، فرعى حقه، ورفع قدره، وقوى أسره، وضمن له ما سره، وخطب له إلى الرضا ولاية قهستان.
فأجابه «2» إليها، وأمر له بالمنشور عليها، وحبي إلى ذلك بخلع عرفته يمنة «3» الطاعة، وكسته يمنة «4» العز في الاختلاط بالجماعة. فأوى إلى قهستان ساكن الجأش، ظاهر الرياش، أثيث «5» الجناح، مريع المسرح والمراح، إلى أن سنح للأمير سبكتكين عبور النهر لتدبير أمر الترك، فكتب إليه يستنهضه إلى مجمع أركان الدولة وأعيانهم «6»، ليضرب معهم بسهم الغناء في كفاية الأمر الحازب، وممانعة الخصم المغالب، فحملته تقوى العواقب، وإساءة الظن بالنوائب، وطراءة عهده بخبر أخيه فيما درع من لباس الهوان، وجرع من كأس الذل والامتهان [73 ب] على ترك المسير، والإدلاء ببعض المعاذير.
Shafi 140