Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[43]
ترحل ما ليس بالقافل ... وأعقب ما ليس بالزائل
فويلي من الخلف النازل! ... ولهفي على السلف الراحل!
أبكى على ذا وأبكى لذا ... بكاء المولهة الثاكل
تبكي من ابن لها قاطع ... وتبكي على ابن لها واصل
فليست تقتر من عبرة ... لها في الضمير ومن هامل
تقضت غوايات سكر الصبا ... ورد التقي عنن الباطل
وكان أبو جعفر المنصور كثيرا ما يقول بعد إفضاء الأمر إلى بني العباس: غلبنا بنو مروان بثلاثة أشياء: بالحجاج، وبعبد الحميد بن يحيى الكاتب، والمؤذن البعلبكي.
وساير عبد الحميد يوما مروان على دابة قد طالت مدتها في ملكه، فقال له مروان، قد طالت صحبة هذه الدابة لك، فقال : يا أمير المؤمنين، إن من بركة الدابة طول صحبتها، وقلة علفها، فقال له، فكيف سيرها؟ فقال همها أمامها، وسوطها عنانها، وما ضربت قط إلا ظلما.
وقيل لعبد الحميد بن يحيى: ما الذي مكنك من البلاغة، وخرجك فيها؟ فقال: حفظ كلام الأصلع، يعني أمير المؤمنين عليا.
وحكي أن عبد الحميد مر بإبراهيم بن جبلة، وهو يكتب خطا رديا، فقال له: أتحب أن يجود خطك؟ قال: نعم، فقال: أطل جلفة قلمك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها. قال إبراهيم: ففعلت ذلك فجاد خطي.
وحكي عن إبراهيم بن العباس إنه قال: ما تمنيت كلام أحد أن يكون لي إلا كلام عبد الحميد، حيث يقول في رسالة له: الناس أصناف مختلفون، وأطوار متباينون، منهم علق مضنة لا يباع، ومنهم غل مظنة لا يبتاع. وقال عبد الحميد: العلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤة الحكمة.
وكان لعبد الحميد عقب يسكنون مصر، ولم يكن في أوائلهم من له نباهة، فلما صار أحمد بن طولون إلى نواحي مصر، اتصل به أربعة نفر من ولده، ويعرفون ببني المهاجر، وكانوا يكتبون قبله للحسين الخادم، المعروف بعرق الموت. واستكتب أحمد بن طولون منهم الحسن بن محمد بن أبي المهاجر - وكان علي بن محمد أخوه أسن منه - واستعان
Shafi 75