Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[35]
ولما مات أسد بن عبد الله، أخو خالد بن عبد الله، بخراسان، وكان تولاها بعد أشرس، اختار هشام نصر بن سيار بن أبي رافع ابن ربيعة الليثي لتقليده خراسان. فكتب عهده، وأنفذه إليه. وكان أسد لما حضرت وفاته استخلف جعفر بن حنظلة، فعرض جعفر على نصر بن سيار أن يوليه بخارى، فشاور نصر بن سيار البختري بن مجاهد، مولى بني شيبان في قبولها، فأشار عليه ألا يقبلها، وقال له: شيخ مضر بخراسان، وكأنك بعهدك قد حال على خراسان كلها. فلما ولي نصر بن سيار استكتب البختري بن مجاهد، وكان وصول العهد إلى نصر في رجب من سنة عشرين ومائة.
ولم يزل البختري على كتابة نصر إلى أن هرب نصر من خراسان، فوجه أبو مسلم بعمرو بن أعين، حتى قبض على البختري بن مجاهد، فحبسه ثم قتله.
وكان أكثر كتاب خراسان إذ ذاك مجوس، وكانت الحسبانات بالفارسية، فكتب يوسف بن عمر، وكان يتقلد العراق في سنة أربع وعشرين ومائة، إلى نصر بن سيار كتابا أنفذه مع رجل يعرف بسليمان الطيار، يأمره ألا يستعين بأحد من أهل الشرك في أعماله وكتابته.
وكان أول من نقل الكتابة من الفارسية إلى العربية بخراسان إسحاق بن طليق الكاتب، رجل من بني نهشل، كان مع نصر بن سيار، فخص به. وولد لإسحاق ابن فسماه نصرا، وقال:
سميت نصرا بنصر ثم قلت له ... أخدم سميك يا نصر بن سيار
أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك
وكان يكتب للوليد بكير بن الشماخ، ويكتب له على ديوان الرسائل سالم مولى بن عبد الملك. ثم كتب له ابنه عبد الله ابن سالم. وكان من كتابه عبد الأعلى بن أبي عمرو.
وكان يكتب له على خاص أمره ويلزم حضرته عمرو بن عتبة، فقال له يوما، يا أمير المؤمنين، إنك تلطفني بالأنس، وأنا أكفت ذلك بالهيبة لك، وأراك تأمر بأشياء أخافها عليك، أفأسكت مطيعا أم أقول مشفقا؟ فقال: كل مقبول منك، ولله فينا علم، ونحن صائرون إليه. ونعود فنقول: فقتل الوليد بعد أيام يسيرة.
Shafi 59