Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[33]
له: فما ترى؟ قال: أرى تركب من ساعتك إلى أمير المؤمنين، فإنه إذا رآك استحيا منك، وزال شيء إن كان في نفسه عليك، فام يقبل ذلك، فقال له: أفتأذن لي أن أصير إلى حضرته، وأضمن له جميع مال هذه السنة؟ قال: وما مبلغ ذلك؟ قال: مئة ألف ألف درهم. وآتيك بعهدك، فقال له: ومن أين هذه؟ والله ما أملك عشرة آلاف درهم، فقال له: أنا أتحمل وسعيد بن راشد أربعين ألف ألف درهم - وكان سعيد بن راشد يتقلد له الفرات - ومن الزينبي وأبان بن الوليد عشرين ألف ألف درهم، ونفرق الباقي على باقي العمال، فقال له: إني إذا للئيم، أن أسوغ قوما شيئا ثم أرجع عليهم به، فقال له: إنما نقيك ونقي أنفسنا ببعض أموالنا، ونقي النعمة عليك وعلينا فيك، ونستأنف طلب الدنيا خير من أن نطالب بالأموال وقد حصلت عند تجار أهل الكوفة، فيتقاعسون عنا، ويتربصون بنا، فنقتل وتذهب أنفسنا، وتجعل الأموال لهم يأكلونها. فأبى، فودعه، فودعه وبكى، وقال: هذا آخر العهد بك! ووافاهم يوسف، فمات طارق في العذاب، ولقي خالد وجميع عماله كل شيء، ومات منهم في العذاب بشر كثير، وكان منهم داود بن عمرو بن سعيد، على ديوان الرسائل. وكان مبلغ ما استخرجه منه ومنهم تسعين الف ألف درهم.
وكان يكتب ليوسف بن عمر على الخراج قحذم بن أبي سليم ابن ذكوان، مولى أبي بكرة، ويكتب له على الرسائل رشدين مولاه، وكان يكتب له أيضا زياد بن عبد الرحمن، مولى ثقيف.
Shafi 55