Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[121]
والكريم لا يطلب إلا من جهد.
وقيل ليحيى بن خالد: ألا تؤدب غلمانك؟ قال: هم أمناؤنا على أنفسنا، فإذا أخفناهم فكيف نأمنهم؟
وكان يقول: البلاغة أن تكلم كل قوم بما يفهمون.
وكان يقول لكتابه: إن استطعتم أن تكون كتبكم كالتوقيعات اختصارا، فافعلوا.
وكان يقول: لست ترى أحدا تكبر في إمارة إلا وقد دل على أن الذي نال فوق قدره، ولست ترى أحدا تواضع في إمارة وهو في نفسه أكبر مما نال في سلطانه.
وكان يحيى يقول: لا أرحام بين الملوك وبين أحد.
وكان يقول: لو كلف الله العباد الجزع دون الصبر، كان قد كلفهم أشد المعنيين على القلوب. فجعل بعض الشعراء هذا في شعر، فقال:
فلو جعل الإله الحزن فرضا ... كما افترض التصبر في الخطوب
لكان الحزن فيها غير شك ... أشد المعنيين على القلوب
وهذا خلاف قول القائل، من إنشاد الزبير بن بكار:
فقالوا نأت فاختر من الصبر والبكا ... فقلت البكا أشفى إذا لغليلى
قال أبو القاسم بن المعتمر الزهري: كنت أسير مع يحيى بن خالد وهو بين ابنيه الفضل وجعفر، فإذا أبو الينبغي العباس بن طرخان واقف على الطريق، فناداني: يا زهري، يا زهري، فاستشرفت له، فقال:
صحبت البرامك عشرا ولا ... وبيتي كراء وخبزي شرا
قال: فسمعه يحيى، فالتفت إلي الفضل وجعفر، فقال: أف لهذا العقل، أبو الينبغي ممن يحاسب. فلما كان من الغد جاءني أبو الينبغي، فقلت له: ويحك! ما هذا الذي عرضت له نفسك بالأمس؟ فقال: اسكت. ما هو إلا أن انصرفت إلى منزلي، حتى جاءتني من قبل الفضل بدرة، ومن قبل جعفر بدرة، ووهب لي كل واحد منهما دارا، وأجرى لي من مطبخه ما يكفيني.
وكان يحيى بن خالد يقول: الدالة تفسد الحرمة القديمة، وتضر بالمحبة المتأكدة. وكان يقول: أنا مخير في الإحسان إلى من أحسن، ومرتهن بالإحسان إلى من أحسنت إليه، لأني
Shafi 223