Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[87]
الطوسي، صاحب الحرس، حتى أخذ البيعة على الناس، وهم مسارعون إليها، ومتباشرون بها، وكتب إلى جميع الآفاق بذلك، وعرض الكتب على المهدي، وعرفه الخبر، فشكر الله، وسر به، وقلد المهدي هارون المغرب كله، من الأنبار إلى إفريقية، وأمر كاتبه خالدا بتولي ذلك كله وتدبيره، فقام به. وكان يكتب ليحيى بن خالد إسماعيل بن صبيح، وكان خالد بن برمك سخيا جليلا، سريا نبيلا، كثير الإحسان.
قال الجاحظ: وحدثني ثمامة قال:
كان أصحابنا يقولون، لم يكن يرى لجليس خالد دار إلا وخالد بناها له، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له، ولا ولد إلا وخالد ابتاع أمه إن كانت أمة، أو أدى مهرها إن كانت حرة، ولا دابة إلا وخالد حمله عليها، إما من نتاجه، أو من غير نتاجه. وكان خالد أول من سمى المستميحين، ومن يقصد العمال لطلب البر الزوار، وكانوا يسمون قبل ذلك السؤال، فقال خالد: أنا أستقبح لهم هذا الاسم وفيهم الأحرار والأشراف. وفي ذلك يقول بعض زواره:
حذا خالد في جوده حذو برمك ... فجود له مستطرف وأثيل
وكان بنو الإعدام يدعون قبله ... باسم على الإعدام فيه دليل
يسمون بالسؤال في كل موطن ... وإن كان فيهم تافه وجليل
فسماهم الزوار سترا عليهم ... فأستاره في المجتدين سدول
وأحب المهدي يوما أن يسمع خبر يوم ابن ضبارة، صاحب مروان، وهزيمته، فقيل له: أعلم الناس بذلك خالد بن برمك، لأنه كان شاهدا. فأمر بإحضاره، فلما وصل إليه، سأله عن ذلك، فقال له: إنا لما صافنا القوم يا أمير المؤمنين، خفقت ألويتنا بالنصر، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وهبت ريح الغلبة، فما كان إلا كلا ولا، حتى انجلى الأمر لنا بالنصر، ولله الحمد والشكر. فقال له المهدي: أحسنت وأوجزت.
Shafi 161