Wuzara
الوزراء والكتاب
Nau'ikan
[60]
ناحيتهم، وأن لا يسرفوا عليه فيحفظوه، ولا يضعفوا في مخاطبته فيطمعوه، ففعلوا ذلك، وقال له سفيان: أنا أعلم أني إن سلمت فبك أسلم، وإن عطبت فو الله إني وأهل بيتي نعلم أني بك عطبت، وبرأيك أقتل، فارتاع أبو أيوب وقال: أنا! قال: نعم، لأنك تقدر على أن تدفع عني، فقال: لست أدع القيام بأمرك، وقد ألقى إلي موسى بن أبي الزرقاء طرفا من عذرك، وكسر ذلك أبا أيوب عن نصرة عيسى، وعيث من أمر سفيان، ودفع عنه، وأمسك عيسى عن الكلام في أمر ابن المقفع، وأطلق أبو جعفر سفيان، وعاد رأيه له.
وكان حماد عجرد مولى لبني أسد بن عامر، وكان نبيلا شاعرا من كتاب الرسائل، وقد كتب ليحيى بن محمد بن صول بالموصل، ثم لعقبة بن سلم بالبحرين، وكان صديقا لابن المقفع، فذكر حماد أن الذي قتل ابن المقفع: أن أبا جعفر قال يوما لأبي أيوب، وقد أنكر عليه شيئا: كأنك تحسب أني لا أعرف موضع أكتب الخلق، وهو ابن المقفع مولاي. فلم يزل أبو أيوب خائفا له، يسعى ويدب في أمره حتى قتله.
وكان ابن المقفع من أهل جور، من فارس، وكان سريا سخيا، يطعم الطعام، ويتسع على كل من احتاج إليه. وكان يكتب لدواوين عمر ابن هبيرة على كرمان، فأفاد معه مالا، وكان يجري على جماعة من وجوه أهل البصرة والكوفة ما بين الخمس مئة إلى الألفين في كل شهر.
Shafi 108