176

Sarakunan Misra

ولات مصر

Bincike

محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Lambar Fassara

الأولى، 1424 هـ - 2003 م

ثم دخل محمد بن سليمان الكاتب يوم الخميس لمستهل ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فأمر بإحراق القطائع، فأحرقت ونهب أصحابه الفسطاط يومئذ، فركب محمد بن سليمان، فطافها، وأطلق من في السجون، وسكن الناس ودعا من الغد على المنبر لأمير المؤمنين المكتفي بالله وحده، وصرف موسى بن طونيق عن الفسطاط يوم الجمعة لليلتين خلتا من ربيع الأول، وجعل محمد بن سليمان مكانه رجلا من أصحابه ، يقال له: البكتمري، وصرف أبا زرعة محمد بن عثمان القاضي عن قضائه، ورد محمد بن عبدة بن حرب على القضاء، وبعث محمد بن سلميان بطغج بن جف واليا إلى قنسرين، وضم إليه جمعا من جند بني طولون، ثم أمر بإخراج الأعراب الذين قدموا معه، ثم أخرج ولد أحمد بن طولون وهم عشرون إنسانا، وأخرج بدر الحمامي واليا على دمشق، وأخرج منها قواد بني طولون ومواليهم وقتا بعد وقت، فلم يبق بمصر منهم أحد يذكر، فخلت منهم الديار، وعفت منهم الآثار، وتعطلت منهم المنازل، وحل بهم الدل بعد العز والتطريد والتشريد بعد اجتماع الشمل، ونضرة الملك، ومساعدة الأيام.

قال أحمد بن محمد الحبشي:

الحمد لله إقرارا بما وهبا ... قد لم بالأمن شعب الحق فانشعبا

الله أصدق هذا الفتح لا كذب ... فسوء عاقبة المثوى لمن كذبا

فتح به فتح الدنيا محمدها ... وفتح الظلم والإظلام والكربا

لا ريب رب هياج يقتضي دعة ... وفي القصاص حياة تذهب الريبا

رمى الإمام به عذراء غادره ... فافتض عذرتها بالسيف واقتضبا

محمد بن سليمان أعزهم ... نفسا وأكرمهم في الذاهبين أبا

سرى بأسد الشرى لو لم يروا بشرا ... أضحى عرينهم الخطي لا القضبا

حم القضاء على اليحموم حين أتوا ... مثل الدبى يمتحون الدبة الدأبا

Shafi 183