الإمارة له؛ فقدم مكة في شعبان من السنة المذكورة وتوجه الشريف عون
~~الفريق إلى الآستانة في شوال من سنته، واستمر الشريف حسين في إمارة مكة إلى
~~سنة سبع وتسعين "بتقدم السين في الأولى والتاء المثناة الفوقية في الثانية"
~~ومائتين والألف ... وفيها توجه إلى جدة في أوائل ربيع الثاني، وفي دخوله
~~جدة طعن بسكين مسمومة ودفن في قبر والده بقبة السيدة آمنة والدة النبي -صلى
~~الله عليه وسلم- بالمعلاة.
فلما وصل الخبر إلى الآستانة بوفاة الشريف حسين وجهت الدولة إمارة مكة
~~للشريف عبد المطلب بن غالب، وكان إذ ذاك في الآستانة، وهذه هي الإمارة
~~الثالثة له، ثم وصل مكة ودخلها في الحادي عشر من جمادى الثانية من العام
~~المذكور وجلس للتنهئة في داره بالقرارة، واستمر الحال له بأحسن طريق إلى
~~عشرين من شعبان من سنة تسع وتسعين ومائتين وألف حصل بينه وبين ولاة جدة
~~ومكة الاختلاف، ثم جاء الخبر من السلطنة بأنها ولت عثمان نوري باشا ولاية
~~الحجاز عبد المطلب الأمير؛ إذ أحاطت العسكر بداره الذي بالمثناة وأخبروه
~~بأنه معزول ونودي في البلاد للسلطان، وأنزلوه من داره إلى قشلاق العسكرية
~~للحكومة بالطائف، وأرسل الخبر إلى الدولة بذلك فتوجهت إمارة مكة للشريف عون
~~الرفيق باشا، وكان إذ ذاك بالآستانة، ثم وصل الخبر بذلك إلى مكة وكان عثمان
~~باشا قد أقام أخاه الشريف عبد الإله باشا نائبا عنه.
ثم توجه الشريف عون المتولي من دار السلطنة ووصل إلى جدة في ثامن يوم
~~التروية من سنته، ووصل إلى مكة يوم عيد النحر وتوجه إلى منى في موكب عظيم
~~في عصره وقرئ فرمانه ثاني يوم على حسب عادة الأمراء، ثم بعد انقضاء أيام
~~منى نزل إلى مكة ومشت القوافل والحجيج وأهلت سنة ثلاثمائة وألف، وتوجه في
~~شهر ربيع الأول من العام المذكور أخوه الشريف عبد الإله باشا إلى الآستانة،
~~ولم يزل الشريف عون في إمارة مكة منتظما، وتوفي في جمادى الأولى من سنة
~~أربع وعشرين وثلاثمائة وألف بالطائف بداره رغدان، ودفن بقبة الحبر ابن عباس
~~على أخيه الشريف عبد الله باشا، ونودي في البلاد باسم ولي النعم سيدنا
~~الشريف علي باشا بن عبد الله باشا بن محمد بن عبد المعين بن محمد بن عبد
~~الله بن حسين بن عبد الله بن حسن بن أبي نمي، ثم أرسل الخبر إلى الحجاز
~~وشيخ الحرم أحمد راتب باشا بوفاة الشريف عون الرفيق، ووجهت الدولة إمارة
~~مكة أصالة لولي النعم المتلقي لها باليدين السامي إليها من ذروة الشرف صاحب
~~الدولة والسيادة والشرف سيدنا الشيخ شريف علي باشا السابق ذكره وهنؤوه
~~بذلك، ثم نزل إلى مكة في شعبان من العام المذكور؛ فانتظمت له الأمور على
~~أحسن منوال بدون معارض له ولا منازع، وقد امتدح
Shafi 375