174
حتى حتى بمعنى الغاية تقارب إلى، وهي من عوامل الأسماء خاصة، فإذا وقع بعده الفعل أضمرت بينهما أن، فتكون أن - مع الفعل اسما، كقولك: أسير حتي تمنعني، ويرتفع بعدها الفعل أيضا؛ وإن ارتفع فهو خبر لمحذوف، وذلك قولك: مرض حتى تمر به الطائر فترحمه، كأنَّه قال: حتى أنه هذه حالة، ويكون أيضا بمعنى كم فينصب، كقولك: أطع الله حتى يدخلك الجنة، ويرتفع الفعل بعده، فيقول: سرت حتى أدخلها؛ أي: كان مني سير فدخول، أي: أنا في حالة دخول اتصل به سير ونحوه، فإن المبدئ رحلة. فركوب. ولها في الرفع موضع آخر، وهو قولك مرض حتى لا يرجونه، أي: هو الآن كذلك، ويقع الاسم بعد ما مرفوعا ومنصوبا ومجرورا، تقول: ضربت القوم حتى زيد زيد وقدم القوم حتى المشاة، وأكلت السمكة حتى رأعسها، وينشد: ألْقَي الصحيفَة كي يخفِّفَ رَحْلهُ ... والزَّادَ حَتَّى نعْلُه أَلْقَاهَا نصبوا نعله وخفضوها ورفعوها فمن نصب " جعلها - بمنزلة الواو على قولك: ضريت زيدا وعمرا كلمته. ومن رفع فعلى قولك: ضربت زيدا وعمرو كلمته، ومن خفضها فعل قولك: غاية بمنزلة، أي: إلى أن أنتهي إلى نعله. وكذلك القول في أكلت السمكة حتى رأسها، ورأسها، ورأسها، والكلام فيه يطول. وحتى في القرآن على ثلاثة أوجه: الأول: بمعنى إلى، قال تعالى: (تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ) أي: إلى حين، وقال: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) أيْ: إلى حين، وقال: (حَتى مَطلَع الفَجرِ). الثاني: بمعنى فلما، وذلك إذا وقعت مع إذا، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) وقال (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) ......

1 / 198