الباب الثالث في ما جاء من الوجوه والنظائر في أوله تاء التأويل
أصل التأويل من الأول، وهو: الرجوع، يقال: آل الشيء؛ إذا رجع، وأوَّل الكلام تأويلا، إذا رده إلى الوجه الذي يعرف منه معناه، وقوله: (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) أي: يأتي ما يؤول إليه أمرهم في البعث، وقوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ)، أي: ما يرجع إليه معناه، وقيل: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ)، أي: بالبعث، وليس بالوجه؛ لأنه ليس للبعث هاهنا ذكر.
والتأويل في القرآن على خمسة أوجه:
الأول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) قال أبو علي ﵁ يعني تفسير المتشابه به كله على حقائقه، وذلك أن في القرآن أمورا مجملة، مثل أمر الساعة وأمر صغائر الذنوب التي شرط غفرانها باجتناب الكبائر، واستدل على هذا بقوله تعالى: (هَلْ يَنْظرونَ إِلا تَأوِيلَهُ)، فجعل الموعود الذي وعدهم إياه في القرآن تأويلا للقرآن.