Wujuda Diniyya
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Nau'ikan
St. Augustine (354-430م) أول المبشرين بإرهاصات الوجودية. وكان الاتجاه البروتستانتي المعارض للاهوت الليبرالي يستند أيضا على الوجودية. فكارل بارت
K. Barth (1886-1968م) هو أشد اللاهوتيين البروتستانتيين نفورا من اللاهوت الليبرالي ورفضا له وتبرؤا منه، قاد الثورة عليه وقدم لاهوتا مناقضا يبدأ من الله كما تجلى في المسيح لا من الخبرة الإنسانية والحضارة، ويفسر اللاهوت بصلب ذاته. وبارت هو الآخر وجودي صميم، توضح أعماله، وأهمها «رسالة إلى أهل روما»، وأضخمها «دوجماطيقيات الكنيسة»، مدى اقتفائه لخطى كيركجور وانتهاجه لأسلوبه في الكتابة. «وكان لوجودية كيركجور تأثير عظيم على لاهوت بارت الخاص، وربما أيضا على اللغة التي عبر بها. وهو على أية حال قد اعتقد فيما بعد أن طريق الوجودية سوف يؤدي لا محالة لنقطة بدء القرن التاسع عشر إلى الإنسان الديني [أي إلى نقطة بدء اللاهوت الليبرالي] فكانت الوجودية معه فقط لتعطينا وصفا أعمق وأثقب لهذه الدينية في أفضل صورها، بيد أنها لا تمنحنا الأساس العقلي للاهوت يريد أن يتحدث عن الرب بمصطلحات عقلانية ومتعلقة، كما كان بارت في نهاية الأمر يطمح لأن يفعل، ومع كل هذا كان كيركجور معبرا هاما عبر عليه بارت إلى العالم الجديد للاهوته المطور، وربما لم يفلح تماما في زعزعة تأثيره.»
5
وسوف نتعرض فيما بعد بالتفصيل للاهوت الليبرالي، والصورة التي اتخذها مع تيليش تحت اسم «اللاهوت الحضاري»، وأيضا لموقف بارت المعارض.
وما ينبغي أن نصوب عليه الأنظار الآن، كيف أن كبار أئمة اللاهوت البروتستانتي الممثلين لأهم اتجاهاته المعاصرة، بولتمان وبارت وتيليش، على الرغم من اختلاف مشاربهم البروتستانتية بل وتناقضهم بصدد قضية مبدئية حول تفسير اللاهوت أمن صلب ذاته أم من حيثيات التجربة الإنسانية؟ إنما يتفقون في الانطلاق من الأرضية الوجودية. وهذا ينطبق أيضا على رجالات الصف الثاني لفلسفة اللاهوت البروتستانتي المعاصر أمثال أوجدن
S. N. Ogden
ووليم كاملاه
W. Kamlah
من أتباع بولتمان. وإميل برنر
E. Brunner (1889-1966م) أعظم الممثلين لما أسماه كارل بارت بلاهوت الكلمة، وإن كان قد افترق مع أستاذه في بعض النقاط، ويزامله في اتباع بارت اللاهوتي أوسكار كلمان
Shafi da ba'a sani ba