109

Wisata

الوساطة بين المتنبي وخصومه

Editsa

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

Mai Buga Littafi

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

فقد يُظنّ شُجاعًا من به خرَقٌ ... وقد يُظنّ جبانًا من به زمَعُ
وقوله:
خليليّ إني لا أرى غير شاعرٍ ... فلِمْ منهمُ الدّعوى ومنّي القصائدُ
فلا تعجَبا إن السيوفَ كثيرةٌ ... ولكنّ سيفَ الدولة اليوم واحدُ
له من كريم الطبع في الحرب منتضٍ ... ومن عادةِ الإحسانِ والصّفحِ غامدُ
ولما رأيتُ الناس دون محلّه ... تيقنت أن الدهر للناس ناقدُ
ومن شرفِ الإقدامِ أنّك فيهم ... على القتل موموقٌ كأنّك شاكِدُ
وأنّ دمًا أجريتَه بك فاخِرٌ ... وأنّ فؤادًا رُعْتَه لكَ حامِدُ
وكلٌ يرى طُرْقَ الشجاعة والنّدى ... ولكنّ طبعَ النفس للنّفس قائِدُ
نهبْتَ من الأعمار ما لو حويْتَه ... لهُنِّئتِ الدُنيا بأنّك خالدُ
وقوله - يرثي عبدًا لسيف الدولة:
ومن سرّ أهل الأرض ثم بكى أسًى ... بكى بعيونٍ سرّها وقُلوبِ
سُبِقنا الى الدنيا فلو عاش أهلُها ... منِعْنا بها من جيئَةٍ وذهوبِ
وأوفى حياةِ الغابرين لصاحِبٍ ... حياةُ امرئٍ خانتْه بعد مَشيبِ
وفيها:
فإن يكنِ العِلقَ النفيسَ فقدتَه ... فمن كفِّ مِتلافٍ أغرّ وَهوبِ
كأنّ الرّدى عادٍ على كلّ ماجدٍ ... إذا لم يعوِّذْ مجدَه بعُيوبِ

1 / 109