وللصحابة، رضي الله عنهم، النصيب الوافر من طاعة الله سبحانه ومن التقرب إليه بما يحبه، ولهذا صاروا حير القرون كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من وجوه كثيرة، وثبت عنه [صلى الله عليه وسلم] في الصحيح من طرق كثيرة أن النبي [صلى الله عليه وسلم] ، قال:
(لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه) . فانظر إلى هذه المزية العظيمة، والخصيصة الكبيرة التي لم تبلغ من غيرهم إنفاق مثل الجبل الكبير من الذهب نصف المد الذي ينفقه الواحد منهم، فرضي الله عنهم وأرضاهم.
فهم أفضل أولياء الله سبحانه وأكرمهم عليه، وأعلاهم منزلة عنده، وهم الذين عملوا بكتاب الله تعالى وسنة رسوله [صلى الله عليه وسلم] .
فمن جاء بعدهم ممن يقال له إنه من الأولياء، لا يكون وليا لله إلا إذا اتبع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم واهتدى بهديه واقتدى به في أقواله وأفعاله.
شخصية الولي
واعلم أن من أعظم ما يتبين به من هو من أولياء الله سبحانه أن يكون مجاب الدعوة، راضيا عن الله عز وجل في كل حال، قائما بفرائض الله سبحانه، تاركا لمناهيه، زاهدا فيما يتكالب [عليه] الناس من طلب
Shafi 240