76

ولاية الله والطريق إليها

ولاية الله والطريق إليها

Editsa

إبراهيم إبراهيم هلال

Mai Buga Littafi

دار الكتب الحديثة

Inda aka buga

مصر / القاهرة

وهم المترجمون لَهَا لِعِبَادِهِ المبينون لمراده.
فَكَانُوا من هَذِه الْحَيْثِيَّة كالواسطة بَين الرب سُبْحَانَهُ، وَبَين عباده لما اختصهم الله بِهِ من مِيرَاث النُّبُوَّة.
وَهَذِه منزلَة جليلة، ورتبة جميلَة لَا تعادلها منزلَة وَلَا تساويها مزية، فَحق على كل مُسلم أَن يعْتَرف لَهُم بِأَنَّهُم أَوْلِيَاء الله سُبْحَانَهُ، وَأَنَّهُمْ المبلغون عَن الله وَعَن رَسُوله.
وَأَنَّهُمْ القائمون مقَام الرُّسُل فِي تَعْرِيف عباد الله بشرائع الله ﷿، إِذا كَانُوا على الطَّرِيقَة السوية، والمنهج القويم. متقيدين بِقَيْد الْكتاب وَالسّنة مقتدين بِالْهدى المحمدي، مُؤثِرِينَ لما فِي كتاب الله سُبْحَانَهُ، وَفِي سنة رَسُوله [ﷺ] على زائف الرَّأْي، وعاطل التَّقْلِيد.
فَهَؤُلَاءِ هم الْعلمَاء المستحقون للولاية الربانية، والمزية الرحمانية، فَمن عاداهم فقد اسْتحق مَا تضمنه هَذَا الحَدِيث من حَرْب الله ﷿ لَهُ وإنزال عُقُوبَته بِهِ، لِأَنَّهُ عادى أَوْلِيَاء الله، وَتعرض لغضب الله ﷿.
أَسبَاب رسوخ الْعلمَاء العاملين فِي الْولَايَة:
١ - وَمَعْلُوم أَن الِانْتِفَاع بعلماء هَذِه الْأمة فَوق كل انْتِفَاع، وَالْخَيْر الْوَاصِل مِنْهُم إِلَى غَيرهم فَوق كل خير، لأَنهم يبينون مَا شَرعه الله سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ، ويرشدونهم إِلَى الْحق الَّذِي أَمر الله سُبْحَانَهُ بِهِ. ويدفعونهم عَن الْبدع الَّتِي يَقع فِيهَا من جهل الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة، ويصاولون أَعدَاء الدّين الْمُلْحِدِينَ، والمبتدعين ويبينون للنَّاس أَنهم على ضَلَالَة، وَأَن تمسكهم بِتِلْكَ الْبدع إِمَّا عَن جهل أَو عَن عناد، وَأَنَّهُمْ لَيْسَ بِأَيْدِيهِم شَيْء من الدّين إِلَّا مُجَرّد تشكيكات

1 / 292