Wazir Ibn Zaydun
الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي
Nau'ikan
أيها الشيخ، إن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وهو - سبحانه وتعالى - مالك الأشياء، ولم يلق لك في فؤادي من المحبة ما يبيحك من دينار خدي أقل حبة، فلا تطلب ما لست له بواجد، ولا تضرب لنيل الجواهر في حديد بارد، وتلك الفتوى نفث بها في روعي روح الغرام، لمن جرح فؤادي من حركات جفنه حد الحسام.
قد جرح القلب غزال جنى
طرفي بخديه جني الورود
وما اكتفى بالحد من جفنه
حتى بصدي جاز تلك الحدود
فلا تطل الأمل وأنت قصير الباع، بأن تشم طيب وصلي وإن ضاع، ودعني أسامر ذكر سواك، وحول وجهك عني لئلا يقع ما لا يرضيك في قفاك.
أبو عامر :
يا ويح محب غير محبوب، حسناته تعد من الذنوب، ماذا جنيت أيتها الشمس المنيرة؟ وماذا الذي جررته في هواك من الجريرة؟ مع أني لم أتعرف بطيب النشر من ذكر اسمك، ولم أضف إلى إدراك هذه الوسامة حقيقة وسمك، فهل لك أن تعرفيني؟ وإن مت بعد ذلك فلا تقبليني.
ولادة :
ويحك ما أنت وهذا السؤال أيها الطفيلي الذي يقترح ، ويفسد علي من لذتي ما يظن أنه به يصطلح؟ قد استنوق الجمل بما كذبت به الأمل، إن جهلك بي معرب عن بلادتك، وغلظ طبعك وسماجتك، إني أعرف وإن لم أضع النقاب بالوسامة؛ إذا كان ابن جلا يعرف بوضع العمامة، ومن يجهل الشمس وهي لا تتعدد؟ أو ينكر البدر في الدجى وسناه يتوقد؟ فمر عن منادمة الغزالة أيها الفار إلي حيث يعوي الذيب، ولا تطمع أن أشتغل بك وإن كنت امرأ القيس عن ذكري حبيب.
Shafi da ba'a sani ba