Tsakiyar Kararrawa Hadari
وسط أجراس الخطر
Nau'ikan
فرك ييتس عينيه، وجلس منتصبا في الأرجوحة الشبكية. شعر للوهلة الأولى بأن الغابة تتداعى من حوله، ولكن حين استجمع تركيزه، لم ير سوى أن بارتليت الصغير هو من جاء بصخب عبر أشجار الغابة على ظهر حصان، بينما كان يقود حصانا آخر بزمام مربوط برسن. كان صدى صيحاته القوية لا يزال يتردد في أعماق الغابة، وكان يرن في أذني ييتس وهو يستفيق.
سأله ييتس بهدوء: «هل ... آه ... هل قلت أي شيء؟».
أعجب الصبي بموهبة ييتس في عدم إبداء أي اندهاش أبدا. «ألا تعرف أن النوم في منتصف النهار ليس صحيا؟» «هل نحن في منتصف النهار؟ ظننت الوقت متأخرا عن ذلك. أتصور أنني أستطيع تحمل ذلك، ما دام منتصف النهار يستطيع. فأنا ذو بنيان قوي. والآن، ماذا تريد بالركض على حصانين إلى داخل غرفة نوم رجل بهذا التهور؟»
ضحك الصبي. «ظننتك ربما تريد توصيلة. كنت أعرف أنك وحدك؛ لأنني رأيت البروفيسور يتمشى هائما على الطريق منذ قليل.» «أوه! إلى أين كان ذاهبا؟» «لا أعرف إطلاقا، وبدا أنه نفسه لا يعرف. إنه رجل غريب الأطوار، أليس كذلك؟» «بلى. ليس بوسع كل شخص أن يكون راشدا ووسيما مثلنا، كما تعرف. إلى أين أنت ذاهب بهذين الحصانين أيها الشاب؟» «سأركب لهما حدوات. هلا تأتي معي؟ تستطيع امتطاء هذا الحصان الذي أمتطيه. فهو ذو لجام. وأنا سأمتطي الحصان ذا الرسن.» «كم تبعد ورشة الحداد؟» «أوه، ميلين تقريبا، في الأسفل عند كروس رودس.»
قال ييتس: «حسنا، فكرة لا بأس بها. أعتبر أنك تقدم عرضك السخي بحسن نية، وليس من أجل أن تجعلني محل عرض عام بالضرورة.» «لا أفهم. ماذا تقصد؟» «لا توجد دعابة خفية في الأمر، أليس كذلك؟ أنت لا تنوي أن تجعلني أركب على ظهر أحد هذين الوحشين كي تشهر بي أمام الناس؟ هل يعضان أو يركلان أو يقفزان فجأة بأقدامهما أو يلهوان بقلب الشخص من فوقهما عند التدحرج؟»
صاح بارتليت الصغير ساخطا: «لا. هذا ليس سيركا. عجبا، حتى الطفل الرضيع يستطيع أن يمتطي هذا الحصان.» «حسنا، هذه هي نوعية الأحصنة التي أفضلها تقريبا. فكما ترى، أنا لست متمرسا على ركوب الخيل بعض الشيء. لم أركب في حياتي شيئا أشد جموحا من الترام، وحتى الترام لم أركبه منذ أسبوع.» «أوه، تستطيع الركوب بلا أي مشكلة. فأنا أتصور أنك تستطيع فعل معظم الأشياء التي تعقد العزم على فعلها.»
شعر ييتس بالإطراء من هذا الثناء، الذي بدا صادقا، على قدرته، لذا نزل عن الأرجوحة. أما الصبي، الذي كان جالسا على ظهر الحصان مرخيا كلتا قدميه على جانب واحد منه، فأقام ظهره وانزلق من عليه إلى الأرض.
قال: «انتظر ريثما أنزل السياج أرضا.»
ارتقى ييتس ظهر الحصان ببعض الصعوبة، وانطلق الاثنان يهرولان خببا على الطريق. استطاع أن يحفظ توازنه على الحصان بقليل من عدم اليقين، لكن اهتزازه المتكرر صعودا ونزولا أقلقه. كان يبدو أنه ينزل في كل مرة على موضع مختلف من ظهر الحصان، ما جعل توازنه على الحصان به بعض الحظ، مما أشعره بالحرج. كان يتوقع أنه سينزل في إحدى هذه المرات دون أن يجد الحصان أسفل منه. ضحك الصبي على طريقة ركوبه، لكن ييتس كان أشد انشغالا بالحفاظ على توازنه من أن يكترث بذلك. «ي... ي... يقال إن ...ن من خرج من داره قل مقداره، و... و... وهذا م... م... ما ينطبق علي.» بدا كلامه متلجلجا بسبب اهتزازه على الحصان المهرول. «اسمع يا بارتليت، لم أعد أستطيع تحمل ذلك. أفضل المشي.»
فقال الصبي: «أنت تبلي حسنا، سنجعله يركض أسرع قليلا.»
Shafi da ba'a sani ba