Tsakiyar Kararrawa Hadari
وسط أجراس الخطر
Nau'ikan
قال بنبرة ودية: «طاب مساؤك. أتستعدون للغسيل؟ كنت أظن أن يوم الإثنين هو يوم الغسيل.» «إنه كذلك.» «إذن، فمعلوماتي صحيحة. وأنتم لا تستعدون للغسيل إذن؟» «بل نستعد.»
ضحك ييتس من أعماق قلبه إلى حد انتزع من كيتي ابتسامة لا إرادية أنارت أساريرها. كانت دائما ما تجد صعوبة في الاحتفاظ بجديتها لأي فترة من الزمن.
قال ييتس وهو يعد النقاط على أصابعه الأربع: «من الواضح أن هذا لغز . أولا، الإثنين هو يوم الغسيل. ثانيا: اليوم ليس الإثنين. وثالثا: الغد أيضا ليس الإثنين. رابعا: نستعد للغسيل. أعلن استسلامي يا آنسة بارتليت. أرجو أن تخبريني بالحل.» «الحل أنني أصنع الصابون؛ صابونا لينا، إن كنت تعرف ماهيته.» «عمليا، لا أعرف ماهيته، لكني سمعت هذا المصطلح يستخدم في سياق متعلق بالسياسة. ففي الولايات المتحدة، نقول إن الرجل إذا كان دبلوماسيا للغاية، فهذا يعني أنه يستخدم صابونا لينا؛ لذا أظن أنه ذو خواص مزلقة. وقد استخدم سام سليك مصطلح «التملق اللين» بالطريقة نفسها، لكني لا أعرف أي شيء عن التملق، سواء أكان لينا أم صلبا.» «كنت أظنك تعرف كل شيء يا سيد ييتس.» «أنا؟ فليباركك الرب، ولكن لا. فأنا جامع متواضع في مجال المعرفة. لذا أحضرت معي أستاذا من تورنتو. أريد أن أتعلم شيئا. هلا علمتني كيفية صنع الصابون؟» «أنا مشغولة جدا الآن. حين قلت إننا نستعد للغسيل، ربما كان علي أن أخبرك بأن ثمة شيئا آخر لسنا مستعدين له اليوم.» «ما هو؟» «استقبال زائر.» «أوه، أظن يا آنسة بارتليت أنك قاسية علي قليلا. أنا لست زائرا. بل صديق للعائلة. أريد أن أساعد فحسب. ستجدينني طالبا في غاية الاجتهاد. هلا تعطيني فرصة؟» «لقد أنجز كل العمل الشاق بالفعل. لكنك ربما كنت تعرف ذلك قبل مجيئك.»
نظر ييتس إليها بنظرة توبيخ، وتنهد بعمق. «هذه نتيجة أن تكوني شخصا يساء فهمه. إذن أنت تظنين أن لدي عادة التهرب من العمل، من بين خصال سيئة أخرى؟ دعيني أخبرك يا آنسة بارتليت بأن سبب وجودي هنا أنني أفرطت في العمل الشاق. والآن، فلتعترفي باعتذارك عما قلته؛ لأنك تظلمين رجلا مضطهدا دهسته الأقدام بالفعل.»
ضحكت كيتي بابتهاج لهذا، وضحك ييتس أيضا؛ لأن حاسة استشعار الألفة والود لديه كانت قوية. «تبدو كما لو أنك لم تعمل في حياتك من قبل، لا أصدق أنك تعرف ماهية العمل.» «ولكن توجد أنواع مختلفة من العمل. ألا تسمين الكتابة عملا؟» «نعم، لا أسميها كذلك.» «أنت مخطئة في ذلك. إنها عمل، بل وعمل شاق أيضا. سأخبرك بعض المعلومات عن العمل الصحفي إذا علمتني صناعة الصابون. هذه مقايضة عادلة. أتمنى أن تقبليني تلميذا يا آنسة بارتليت، ستجدينني سريعا في التقاط المعلومات.» «حسنا، إذن فلتلتقط ذلك الدلو، وتملأ مقدار دلو من المياه.»
صاح ييتس بجدية صارمة: «سأفعل ذلك. سأفعل ذلك، مع أنه سيدمرني.»
التقط ييتس الدلو الخشبي الذي كان مطليا باللون الأزرق من الخارج ومزينا بشريط أحمر من أعلاه ومطليا من الداخل بلون قشدي. كان يطلق عليه «دلوا مبتكرا» في تلك الأيام؛ لأنه كان ابتكارا حديثا نسبيا؛ إذ كان أرخص وأخف وزنا وأقوى من الدلو الصفيحي، الذي كان يحل محله بوتيرة سريعة. كان يوجد عند البئر وتد متين مثبت من منتصفه على دعامة رأسية كان يتأرجح عليها كذراع الموازنة المتأرجحة في المحركات. وكان طرفه السميك، الذي كان مستقرا على الأرض، محملا بحجارة ثقيلة، فيما كان طرفه الرفيع، الذي كان مرتفعا عاليا في الهواء، يحمل وتدا رقيقا ذا خطاف متدليا فوق فوهة البئر. كان هذا الخطاف مزودا، في لفتة ذكية من صانعه، بزنبرك مصنوع من أخشاب شجر جوز الهند كان يغلق فورا حين يستقر مقبض الدلو على الخطاف؛ ليمنع انزلاق هذا الوعاء «المبتكر» عند إنزاله إلى سطح الماء. وسرعان ما أدرك ييتس فائدة هذا الاختراع؛ لأنه وجد أن ملء دلو خشبي من بئر عميقة لم يكن بالبساطة التي بدا بها. ظل الدلو يعلو ويهبط على سطح الماء. وحالما نسي ييتس ضرورة مواصلة إحكام قبضة قوية على الوتد، اندفع الدلو في اللحظة التالية مباشرة إلى خارج البئر اندفاعا مفاجئا مروعا. ولم ينقذ رأس ييتس سوى قفزة مفاجئة منه، كهذا الاندفاع، إلى الوراء. ابتهجت الآنسة بارتليت برؤية هذا الحادث مضحكا. وكان ييتس مصعوقا بشدة من انتفاضة الدلو المفاجئة إلى حد أن تأدبه الفطري لم يحظ بفرصة لمنع كيتي من رفع المياه بنفسها. أنزلت الوعاء، وجذبت العمود إلى أسفل بالتناوب بين يديها الاثنتين بطريقة رآها الشاب رائعة بكل تأكيد، ثم عكست نسق حركتها عكسا طفيفا يكاد يكون غير ملحوظ، فنجحت فورا في نيل مبتغاها. كان الشيء التالي الذي أدركه ييتس هو مشهد الدلو الممتلئ مستقرا على حافة البئر، والطقطقة الناتجة عن فتح الزنبرك المصنوع من خشب شجر جوز الهند وتحرر مقبض الدلو منه.
قالت كيتي محاولة كبت بهجتها: «أرأيت؟ هكذا تورد الإبل.» «أرى النتيجة النهائية يا آنسة بارتليت، لكنني لست واثقا من قدرتي على أداء الحيلة نفسها. هذه الأشياء ليست بالبساطة التي تبدو بها. ما الخطوة التالية؟» «صب المياه في المعالج.» «في ماذا؟» «قلت في المعالج. أين عساك أن تصبها إلا هناك؟» «أوه، لقد غلبتني الحيرة ووقعت في مأزق مرة أخرى. أرى أنني لا أفقه حتى أبجديات هذا العمل. فقديما كان المعالج هو الطبيب. وبالطبع لا تقصدين أن أغرق طبيبا؟»
قالت كيتي، مشيرة إلى أسطوانة خشبية رأسية مصفرة كبيرة كانت مستقرة على بعض الألواح المائلة، التي كان يسير أسفل سطحها سائل ذو لون بني خفيف يقطر في حوض: «هذا هو المعالج.»
وبينما كان ييتس يقف على دكة حاملا الدلو في يده، رأى الأسطوانة ممتلئة عن آخرها تقريبا برماد خشب مشبع بالماء. فصب فيها الماء، وسرعان ما غاص الماء داخلها وغابت عن ناظريه.
Shafi da ba'a sani ba