واعلم يابني أن ذلك صحيح؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
ولا تظن بأحد من المؤمنين سوء؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} ويقول: { إن بعض الظن}.
وعليك بترك المرآء، وهو: كثرة المراجعة، فلا تفعل شيئا من ذلك، لكن إذا عرضت مراجعة وقد عرفت الحق إن قبل وإلا سكت؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنا زعيم لمن ترك المرآء ببيت في رياض الجنة، وإن كان محقا)).
وعن علي-عليه السلام-أنه قال: (ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق).
وقال عليه السلام: (فمن جعل المرآء دينا لم يصبح ليله والدين العادة)، ومعنى أنه لم يصبح ليله: أنه يبقى في الظلمات لا يهتدي إلى الحق.
وقال -عليه السلام-في وصيته لابنه الحسن: (فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا، وليكن طلبك بتفهم وتعلم، لابتورط الشبهات، وعلم الخصومات...) في كلام طويل إلى أن قال فيه: (وليس كل طالب للدين من خبط أو خلط، والإمساك عن ذلك أمثل).
وقال بعض الشعراء في ذلك:
إياك إياك المرآء فإنه
Shafi 81