ولكم رشفتُ من الشفاه بربعها ... عذب الزُّلال بعاتِق الخُرطُوم
قد خنْتُ عهد عهودها أن لم أقِفْ ... حيرانَ يَلْتَهِبُ الأسى بحَزِيم
بل لم أقمْ بحقوقها أن لم أقمْ ... منهلَّ جفْنٍ بالدموع جَمُوم
لازال يعهَدُها السّماك مَعاهِدًا ... بأجشَّ مُنْبَجِسِ الصَّبيرِ هزيم
مُرْخى الجوانبِ ذي روايا حُفّلٍ ... تمرى قوادِمَها الجنائبُ شيم
لمَّا رأت دِمَنَ الصَّبابة والهوى ... سَفّهْنَ حلمي واسْتَبحْنَ حريمي
هبَّتْ تلُومُ وَمَنْ يلمْ مُتذكرًا ... عَهْدَ الشبيبةِ لامَ غَيْرَ مُليم
فأجبْتُها نهْىُ المحبّ كأمرِهِ ... فَدَعِى الملاَمَةَ في الهوى أو لومي
ما خلُتني أجدُ السُّلوّ ولم تزلْ ... ذِكَرُ الأحبَّةِ تستثيرُ همُومي
قالت وكنتُ من الضلالِة سائرًا ... في ظلّ مُسترخِ السُّدُول بَهيم
هلاّ اهتديت بنجمٍ شَيْبَك إذ بدا ... فكم اهتدى ذو حيرة بنجوم
أو ما كبِرْتَ عن النَّسيب ألا ترى ... عند العدول إلى امتداح كريم
بمحاسنٍ تنسيك ما للبيض من ... وجهٍ أغرِّ الوجنتينِ وسيم
هذي محاسن من غدا بصفاتهِ ... مستوْجبَ الإجلال والتعظيم
مَنْ بالسيادةِ والمحامدِ وسْمُهُ ... وفق اسمه فالاسْمُ كالموسوم
نالت من الرُّتَب العوالي كَفُّهُ ... ما لم تكن لتنال كف أريم
ألفى المكارم قد تهدّد ركنها ... فأقام ساقطَ ركنِها المهدوم
خلق الإله بنَانه للبحث عن ... صعب العلوم وكسب كل عديم
ولسانهُ للكف إلا مدمنًا ... لتعلم أو مدمنَ التعليم
وجنانَهُ الماضي المنيرَ لفهم ما ... عنه قد أكدى فهمُ كل فهيم
وقصائدٍ ودّ العذارى جعلها ... حَلْيا مكان اللؤلؤ المنظوم
يا راكبًا بدنيهِ ساحة بابهِ ... تقريب دامية الأظلّ رَسُوم
1 / 63