وقال أيضا ينصح بعض إخوانه:
أيها العاقلُ الأريبُ الأبرُّ ... والفتى الماجِدُ السَّرِى الأغرُّ
اصغ لي تستمعْ نصيحةَ ودٍّ ... أحْر أنْ لا يأبى النصيحة برُّ
إنْ تقلْ لي أتأمُرُ الناسَ بالب ... رّ وتنْسَ لِمْ لا فهلا تَبرُّ
قلتُ أمري سِوايَ أمرٌ لنفسي ... وبكيِّ الصَّحيح يبر الأعَرُّ
اتقِ الله ما استطعت تُقاَهُ ... في الذي أنت مظهِرٌ ومُسِرُّ
تائبًا توبةَ اعترافٍ نصوحًا ... لا تقل تائبًا وأنتَ مُصرُّ
أَعْصِ أمْرَ الهوى لا تتعلَّقْ ... منكَ نفسٌ بكلّ ظبيٍ يمرُّ
فاقتناصُ الظِباءِ قدْ لا يُسنَّى ... واتِّبَاعُ الفتى الهوى قد يَضُرُّ
ولكمْ من سعى ليَصْطادَ فاصْطي ... دَ ولم يَحمه الصَّيودَ المفرُّ
فِرَّ منها حيث استطعت فرارًا ... ثمتَ اكْرُرْ إذا تعين كرُّ
فالكَمِىُّ المحتالُ طورًا مِفرٌّ ... والكمِيُّ المحتالُ طَورًا مكرُّ
وهبِ الدنيا كزائل ظِلٍ ... ليْسَ فيها لحادثٍ مستقرُّ
وكغيْثٍ ينْهلُّ حتى إذا ما ... أعجَبَ النّاس نبتُه يصْفرُّ
فمقيمٌ بها سيَرْحلُ عنها ... وقويمٌ عماده سيَخِرُّ
كلُّ ذي جدَّةٍ بها سوفَ يبْلى ... وهِلاَلٌ بدا بها يسْتِسرُّ
لا يَلذَّنْ مطعَمٌ لك فيها ... كلُّ حُلوٍ من بعد الموتُ مُرُّ
وقال أيضا: وكان سافر إلى بني دليم، يريد منهم أن يردوا له إبلا أخذوها، لأحد المنتسبين إليه. وكانت بينهما مسافة بعيدة، مع اختلاف بلديهما، هواء وشكلا. فقال في ذلك: