فما حان حتى بان منك سميذع ... يجاريه في ميدانه ويجاذبه
هو الفاعل الخيرات قدِّر حتفه ... فثق بوجوب الرفع إنك نائبه
تبارَيتما بدرين في أفُقِ العُلا ... وقد سُرَّ باديه وأحْزَنَ غائبه
وما قلدوك الأمر إلا تيقنًا ... لإدراكك الأمر الذي أنت طالبه
فقم راشدًا واقصد عدوَّك واثقًا ... بفتحكه إذ همُّ خوفك ناصبه
فيؤيدكَ الله الذي هو باسط ... يديك فمغلوب به من تغالبه
فلا يَثْنِكَ الحساد عما تشاؤه ... فلن يمنع الحساد ما الله واهبه
فأموالهم ما أنت بالسَّيْنِ واهبٌ ... وأعمارهم ما أنت بالسيف ناهبه
كما لك يا إنسان عين زمانه ... تكنفه حفظ من الله حاجبه
وقال أيضا يرثي العلامة أحمد بن يوسف البوحسني:
هو الأجل الموقوت لا يتخلّفُ ... وليس يرد الفائتَ المتأسِفُّ
رضينا قضاء الله ﷻ ... وإن ضَلَّ فيه الجاهلُ المتعَسِفُّ
هو الحق يحزينا ثواب صنيعه ... وننفق من خيراته وهو يُخْلِفُ
يعافى ويعفو عن كثير ولم يزل ... حليما وما زلنا نسئُ ونسرِفُ
فكيف يؤدّى حمدَهُ حق حمدِه ... كما ينبغي مجدًا لِسانٌ وأحرفُ
إلهي عجزنا دون ما أنت أهله ... وخفنا ونرجو ما لديك ونرجفُ
أشارت يد الدنيا بتوديع أهلها ... وكدنا نرى الأشراطَ والله يلطف
رجوناك مِفضالا وخفناك عادلا ... فهب ما نرجِّى واكف ما نتخوّف
هي الجسر للأخرى فِسر ضيف ليلة ... عليها فكلْ ما تْستضاف وتعلَفُ
تكلفنا أشياَء لا نستطيعها ... ونعلق فيها بالمحال ونكلفُ
فأما هوانا طولها فلأَنفس ... شديد عليها ترك ما كان تألفُ
1 / 18