أعاتبه فيما أقام ولم يقم ... على حجة المعذور فيما أعاتبهْ
أهاذي السحاب الغر وهي مُلثَّةٌ ... بواكيه أم تلك الرعود نواديه
تضعضعتِ الدنيا فسلمى رأيته ... لفقد ابن هَدِّ هُدَّ بالهم جانبه
فلا حَيَّ إلا وهو أصبح مأتمًا ... تداوله أشياخه وكواعبه
فقد صح موت المكرمات بموته ... وصرح ناعيه ولوَّح ناعبه
إلى أين منْ أيامه العيد كلها ... مآكله مصفوفة ومواكبه
دعاه السميع المستجاب وطالما ... دعي الأجفلي والعام أشهب آدبه
ألازمه المكتوب أن حل رأبنا ... ولكن نظام العالم انحل كاتبه
وما مثل الدنيا وراء خصاله ... بشيءٍ سوى ليل تهاوت كواكبه
فيا طِرفه ما كنت كالخيل لا أرى ... سواكَ غداة الهيعة البدُّ راكبه
هو السيد الممتد في الناس ذكره ... وفي البُؤْس كفاه وفي البأس قاضبه
يلاين مرتاضًا أريبًا وينبري ... هزبرًا أبا أجرٍ على من يغاضبه
فتىً يهب الآلاف عفوًا وتنكفي ... مخافته الآلاف حين تحاربه
تنوع فيه الناس بوع فكلهم ... إلى كل جنس كامل الوصف ناسبه
فللأبحر الراوون أخبار جوده ... وللقمر الراؤون كيف مناصِبُهْ
وللأسُد الواعون شدة بأسه ... وما دافعت في كل هيجا مَناكِبُهْ
مذاهب من يولى الجزيل ويقتنى ... به الوفرَ مَنْ أعيت عليه مذاهبه
يجد فيفنى من يناوي مهابَةً ... ويجدي ويفني من يوالي مواهبه
علانية يأتمه الجم واردًا ... فيضربه أو ماردًا فيضاربه
يناجى بما في نفس عافيه قلبه ... فيتحفه ما فيه نيطت مآربه
1 / 16