396

مملكة بجاية وتونس

عندما قسمت بلاد البربر الى ممالك، في بداية هذا المؤلف، اعتقدت أن من الواجب اعتبار دولة بجاية مملكة، ثم تأملت القضية بترو فلاحظت أن بجاية لم تكن أبدا مدينة ملكية إلا منذ عهد قريب وحتى الأزمنة الأخيرة، وأن حكومة هذه المدينة تتبع فعلا ملك تونس. ولكنها كانت تحت حكم ملوك تلمسان وظلت مدة طويلة تابعة لهم، الى أن شعر أبو فارس، ملك تونس، أنه أصبح على درجة كبيرة من القوة، فقام على رأس جيشه بحملة انتهت ببسط يده على بجاية، وأصبح ملك تلمسان تابعا يدفع له الضريبة (1). وترك أبو فارس أحد أبنائه وهو عبد العزيز حاكما وأميرا على بجاية، وذلك كي يؤمن سلامة هذه المدينة. ولتلافي الفتن التي قد تنشب بين أبنائه بعد وفاته؛ أعطى ابنا آخر وهو عثمان، مملكة تونس وحكم هذا الأخير مدة أربعين سنة. وأعطى ابنا ثالثا، يدعى عمار، قيادة بلاد الجريد. وقد ثار هذا ضد أخيه عثمان، ملك تونس، فطاره هذا إلى أن أحتل مدينة صفاقس. واختار المتمرد عقابه بنفسه:

فسملت عيناه واقتيد الى تونس حيث عاش ضريرا بضعة اعوام. وظل أمير بجاية مطيعا لأخيه على الدوام (2). وظلت السلطة الملكية لمدة طويلة في أسرة أمير بجاية الى ان

Shafi 421