375

مستخدمين عندي أو عند سواي، إلى أن يسرقوا باستمرار، وكل بغالي بلادنا قد اعتادوا ذلك منذ نعومة اظفارهم. ولهذا نتغاضى عن سرقاتهم. وليحتمل نتائج غفلته من يجهل طرائقهم!.

وتقدم هذه الولاية لملك تلمسان حوالي خمسة وعشرين ألف دينار، وتقدم له العدد نفسه من المحاربين، بين فرسان ومشاة.

مدينة البطحة

كانت البطحة مدينة كبيرة عريقة الحضارة وكثيرة السكان. وقد بناها الأفارقة في أيامنا (68).

وتقع هذه المدينة في سهل فسيح ينمو فيه القمح بوفرة وتقدم للملك إتاوة تبلغ حوالي عشرين ألف دينار. ولكنها تخربت في الحروب التي وقعت بين ملوك تلمسان وبعض أقاربهم الذين كانوا يسكنون جبل الونشريس. وبما أن الأخيرين كانوا يتلقون معونة ملك فاس، فقد استطاعوا أن يحتلوا رقعة كبيرة من مملكة تلمسان وأحرقوا وخربوا البلدان التي لم يستطيعوا الاحتفاظ بها (69). ونتج عن ذلك أنه لا يرى اليوم شيء من البطحة سوى أساسات البيوت. وهناك نهر صغير ضئيل الأهمية (70) يجري قرب المكان

Shafi 397