316

جبل تيزارين

تيزارين (444) جبل مجاور للجبل السابق. وتقع فيه عيون عديدة وأحراش وكروم. وتظهر فيه على الخصوص أطلال قديمة بدت لي كأنها من أبنية رومانية. ومن أجل ذلك فإن الباحثين عن الكنوز الذين تكلمنا عنهم سابقا (445) يقومون فيه بأعمال التنقيب. وسكان هذا الجبل جهال، كما أن الضرائب تفقرهم.

بني بوشيبة

وهذا الجبل بارد جدا وشديد الوعورة، فالحبوب لا تنمو فيه كما لا يمكن اقتناء الماشية فيه بسبب البرد والجفاف. وللأشجار طبيعة قاسية حتى أن الماعز لا تستطيع أن تتغذى عليها . وتجنى منه كمية كبيرة من الجوز الذي تتمون منه فاس والمدن المجاورة.

وكل العنب الذي يجنى فيه اسود اللون، ويصنع منه زبيب كبير الحجم كثير الحلاوة.

كما يصنع منه الكثير من الدبس المطبوخ وكمية كبيرة من النبيذ. ويلبس كل الناس «دراعة» قصيرة (446) من الصوف من صنف الأغطية الرديئة التي يستخدمها التجار في ايطاليا لتغطية الأقمشة التي يحملونها من بلد لآخر. ولهذه الدراعة المخططة بالأسود والأبيض قبعة يضعها هؤلاء الناس فوق رئوسهم فيكونون في هذا الزي أدنى إلى الحيوانات منهم إلى الأناس.

وفي الشتاء لا يجد تجار الجوز والزبيب، الذين يأتون من فاس إلى هذا الجبل، ما يقتاتون به، لا خبزا ولا لحما، وإنما يجدون البصل والسردين المملح فقط، وسعرهما مرتفع جدا في هذه الأنحاء. ويتغذى الناس بالدبس المطبوخ وبحساء الفول، ويعتبر انهما غذاء فخما، ويأكلون هذا الدبس المطبوخ مع الخبز (447)

Shafi 336