295

الفضة والذهب. وأرسل مندوبيه لسائر أنحاء العالم لجمع الضرائب، وكانت طنجة إحدى المدن التي تدفع له الضرائب في ذلك العصر. ولكن المؤرخين الثقاة يقولون أن الرومان هم الذين بنوا طنجة على ساحل المحيط في العصر الذي كانوا يحكمون فيه غرناطة أسبانيا، على مسافة ثلاثين ميلا (341) من اعمدة هرقل (342) وعلى مسافة مائة وخمسين ميلا من فاس.

وحينما كان القوط يحكمون غرناطة أسبانيا، كانت طنجة ملحقة بسبتة إلى أن سقطت بيد المسلمين، وذلك عندما احتلوا مدينة أرزيلا (343).

وقد كانت طنجة على الدوام مدينة مطمئنة، شريفة، ومأهولة جيدا بالسكان.

وكانت تضم قصورا منها القديم ومنها الحديث.

هذا والأراضي المحيطة بها ملائمة لزراعة الحبوب، ولكن يوجد بجوار المدينة واد ترويه مياه عين حيث تنتج المزارع العديدة فيه البرتقال والليمون وثمارا أخرى. كما تظهر بعض الكروم في خارج المدينة ولكن التربة هنا رملية.

وقد عاش سكانها في بحبوحة من العيش إلى أن سقطت أرزيلا (344)، وعندما وصلهم نبأ هذا الحادث احتمل كل من سكانها أثمن ما يملكه من أشياء، وهرب من المدينة ملتجئا إلى فاس. وحينئذ أرسل قبطان ملك البرتغال ضابطا احتلها باسم ملك البرتغال إلى أن أرسل الملك اليها أحد أقربائه (345). ولهذه المدينة في الواقع مكانة هامة بسبب قربها من جبال غمارة، التي يسكنها أعداء النصارى.

ولكن قبل سقوطها تحت سلطة البرتغاليين بخمس وعشرين سنة، كان ملك البرتغال قد أرسل إليها أسطولا كبيرا، وقد تصور ان المدينة لن تستطيع الحصول على أية نجدة لأن ملك فاس كان منهمكا حينئذ في حرب ضد متمرد انتزع منه مكناس. ولكن

Shafi 315