97

============================================================

الا من لم يقنع بما يكفيه، كيف يأمن أن يكون ممن قال الله فيه : 25 { الهاكم التكائر. حتن زرتم المقابر . كلا سؤف تغلمون . ثم كلا سوف تعلمون(1)؟

وكيف يؤمن من لا يقنع آن يحل به هذا الوعيد من الله تعالى فيهلك ؟

أعاذنا الله وإياكم من حب الشيطان، وأنعم علينا وعليكم بالقناعة والتواضع.

يا قوم : إن الغنيمة والله في الرضى بالبلغة لا في التكائر، والغنيمة والله في خمول الذكر لا في الرفعة والرياسة، والغنيمسة والله في ذل النفس لا في التجبر(2). وقد نصحت لكم إن قبلتم، والقابلون لهذا قليل، وفقنا الله وإياكم لكل خير برحمته.

(1) سورة : التكاثر، آية: 1.

(2) لم يذكر المؤلف رحمه الله علاجا لهذه الأدواء الخطيرة، واكتفى بالتتبيه عليها. ويحسن هنا أن نشير إلى موطن العلة ثم علاجها كما قرر الصوفية في دراساتهم النفسية التي تستحق النظر والانتباء من الدارسين جيعا . لا زلت أؤكد كما ذكرت في تعليقاي على " علم القلوب لأي طالب المكي ، أن دراسة السلوك الصوفي أجدى بكثير من شغل الوقت بدراسات نفسية وضع أصوها اليهود، من أمثال "سيجموند فرويد* وغيره لتحطيم القيم وقتل العبقريات .

واذا تدبرنا علاج النفس المريضة عند الصوفية، لمسنا الدقة والفطنة والفحولة العلمية والدراسة التجريبية - فالإمام أبو السعود ابو العشائر المتوفى عام 644 . يقول في علاج النفس : يجب على السالك إذا رأى من نفسه خلقا سيئأ من كبر أو شرك او بخل وسوء ظن أن يدخل نفسه في ضد ما دعت إليه، ثم يقبل على ذكر الله تعالى بالكلية ويستنجد بحوله وقوته وجاهداته، فتضعف اخلاق نفسه، ويكثر نور قلبه، وينزل الله تعالى في القلب ذرة من محبته، فيترك الانسان الرذائل بدون مكابدة.

ويرى : أن التفرغ لمقاومة النفس اخطر من مرضها : فيجب على السالك الا يشتغل بمقاومة نفسه بالكلية، فإن من اشتغل بمقاومتها أوقفته ، كسما أن من أهملها ركبته . بل يخدعها بأن يعطيها راحة دون راحة، ثم ينتقل إلى اقل من ذلك، ومن قاومها وصارخصما لها شغلته، ومن أخذها بالخدعة ولم يتبع هواها تبعته وقد تخدعك النفس فتلبس عليك الحال. وهنا يجب وزنها بالميزان الصوفي الذي لا ينخرم، وهر صوير نمها بعد مدحها وردها بعد قبولها، واذلالها بعد عزها، فان وجد عليها التغيير فقد بقي عليه في نفسه شيء، فيجب جاهدتها

Shafi 97