============================================================
نظر الناس إلى ظاهرها، وإلى آجل الدنيا، حين نظر الناس إلى عاجلها، واماتوا ما يخشون آن يميتهم، وتركوا منها ما علموا آنه سيتركهم، فصار استكثارهم منها استقلالا، وطلبهم لما أدركوا منها قوتا، وفرحهم بما اصابوا منها حزنا، فما عارضهم من ناثلها رفضوه، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه، وخلقت(4) الدنيا عندهم فليس يحيونها، فيبنون بها اخرتهم، ويبيعون دنياهم، فيشترون بها ما يبقى لهم.
رفضوها فكانوا برفضها هم الفرحين، ونظروا إلى أهلها غرقى قد حلت بهم المثلات، فأحيوا ذكر الموت، وأماتوا ذكر الحياة الدنيا، يحبون الله عز وجل، ويحبون ذكره، ويستضيئون بنوره م خر عجيب، وعندهم أعجب الخبر، بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب، وبه نطقوا، وبهم علم الكتاب وبه علموا، ليس يرون نائلا مع ما نالوا، ولا أمانا دون ما يرتجون، ولا خوفا دون ما يحذرون
4) خلقت : بليت
Shafi 290