260

============================================================

تعالى : فمن كان يزجوأ لقاه ربه فليغمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا}(2).

فكل من داخله في عمله أعجاب أو رياء، أو حب محمدة، أو كراهية مذمة في اسقاط المنزلة فليس بمخلص في عمله، لأن الله عز وجل لا يقبل إلا ما كان خالصأ، كما روي عن النبي أنه قال : " يقول الله عز وجل يوم القيامة: من عمل عملا أشرك فيه غيري، فأنا بريء منه، وهو للذي اشرك(2).

قلت : من أين مخرج الإخلاص ؟

قال : من الرغية والرهبة في أصل العقود قبل العمل، فإذا هيجه للعمل رغبة أو رهبة(4) واعترضت عليه الآفة فدفعها بقلبه، وكرهها بعمله، فقد أخلص لله عز وجل في عمله.

قلت : اضرب لي فيه مثلا استعين به على عملي، وأتقوى به على الفرار من نظر الناس إلي: قال : إن الشجرة إذا تبين عروقها انقطعت عن شربها، ولم تحسن فروعها، وجف ورقها، ولم تثمر، ولم ينتفع بها، وذهب قدر قيمتها. فإذا غاصت عروقها، وغابت عن الناظرين إليها، كثر شربها، وجرى ماؤها، وتزايدت عروقها، واخضر ورقها، وطاب ثمرها، وجناها صاحبها، وكثر قدر قيمتها وهكذا يا فتى إذا كان العمل الصالح له أصول في القلب مغطاة عن الخلق، زكا في نفسه، وطهر من الأدناس، وكثر الثواب لصاحبه، وإذا بدا (2) الكهف: 110 (2) حديث ومن عمل عسلا، : أخرجه ابن ماجه في الزهد، والامام أحد في المسند 301/2، (4) المراد : رغبة فيما عند الله ورهبة من وعيده، أما الرغية والرهية من الدنيا فلا تدفع الى الاخلاصن

Shafi 260