146

============================================================

لإكمال البر، ولا يستكثرها، ولتكن أمنيته ونيته إكمال حقوق الله عز وجل، والإشفاق(1) من نقصها، فهو أفضل العقل، وأحسن النية، وأعلا وأوزن عملا، وقد نعتهم رسول الله فقال : " الا وإن العاملين هم العلماء الفقهاء عن الله، الذين عقلوا عنه وأدوا إليه ماله قبلهم، لم تتبع أنفسهم ما لهم عند الله أولئك صفوة الله من خلقه" فهذا فضل ما بين الرجلين : أحدهما همته وأمنيته أن يكمل أعمال مولاه، اثابه على ذلك أو لم يشيه(2). والآخر مثل الأجير السوء، يطلب الكراء، وقد أفسد أعمال من إستأجره، وهو بالعقوبة أولى، وهو دائما(3) يطلب الكراء [ بما يتوجب)(4) العقوبة وبلغنا أن بعض أهل العلم قال : إن قوما عملوا أعمالا من الطاعات ، فلما صاروا إلى الله التمسوا ثواب أعمالهم، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر، فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.

اخواني : فلتكن ارادتكم في استكثار النوافل لإكمال الفرائض، فإن ذلك أفضل النيات، وأكرم الهمم، وأوفقها لمحبة الله عز وجل. ولذلك فاق القوم بعضهم بعضأ(5)، وتفاضلوا في الدرجات، وفقنا الله وإياكم لكل خير برحمته: امين يا رب العالمين * (1) في الأصل : وإشفاق (1) وهو مسلك أهل النهايات، يعملون دون نظر الى ثواب بل يعملون حتى لو كشف لهم أنهم من أهل النار.

(3) في الأصل : دائم.

(4) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول.

(5) وفاق سيد الخلق جميع العباد بصحة فرائضه وعدم تطرق الخلل إليها . ولذا كاتت نوافله لرفع الدرجات، لا لجبر ما نقص من الفرائض، قال تعالى : (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عى آن يبمتك ربك مقاما حمودا)

Shafi 146