106

============================================================

فاتقوا الشكوى على الصبر في الضراء فإن من ذلك نظرا من الله لعبده .

فاتقوا الشكوى وقلة الرضا بالفضاء فإنه بلغنا أن الله جل ثناؤه يقول : من لم يرض بقضائي، ويصبر على بلائي، فليتخذ ربا سواي وبلغنا أن الله جل ثناؤه يقول : من رضى بقضائي وحكمي وقدري، فله الرضا. وإذا لقيني أرضيته، ومن سخط بقضائي وحكمي وقدري . فله السخط، وإذا لقيني أسخطته البلاء محو للخطايا : الا وكفى بهذا مصيبة حلت بعبد ساء نظر الله، فلا تحزنوا لنظر الله لكم اخواني، واعلموا أن السرور في مصائب الدنيا، وذلك ذخر للصابرين، ومحو للخطايا.

وقد بلغنا عن بعض أهل العلم أنه قال : " إن الذي لا يفرح بالمصيبة، لما يرجومن كفارة الخطايا(1) تقول الملائكة : داويناه فلم يبرأه اختيار الله أفضل من اختيار العبد : ويحكم !! فمن أولى بالسرور من مصائب الدنيا ممن أيقن باختيار الله له ، واحتملها قليلا وسعد بها طويلا، ومن أولى بالسرور من المكاره ممن نظر الله له.

فكفر بالمصيبة مساويه، وأتابه الله عليها ثوابا بغير حساب وأسعده بها أيد الآبد.

أسعدنا الله وإياكم برضاه عنا. آمين يا رب العالمين.

(1) وفي البلايا والمصائب علوم الصوفية أو غالبها. فالفيض في حال الجلال اكثر وأعلى في حال الجمال. ففي البلايا أسرار الحكمة، وخفايا اللطف، وسطوة القهر وغير ذلك من المشاهدة 10

Shafi 106