170

Warning the Pious Believer of the Virtues of There is no god but God

تنبيه المؤمن الأواه بفضائل لا إله إلا الله

Mai Buga Littafi

دار طوق النجاة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Nau'ikan

وصفاته، وهدانا إلى طريق مرضاته، وعرفنا ما لنا بعد الوصول إليه، والقدوم عليه، فهي متضمنة لكل الإيمان، بل هي متضمنة للإقرار بوجوب الرب المدعو وعلمه وسمعه وقدرته وإرادته وصفاته وكلامه، وإرسال رسوله، وتصديقه في أخباره كلها، وكمال محبته، ولا ريب أن هذه هي أصول الإيمان، فالصلاة عليه ﷺ متضمنة لعلم العبد ذلك، وتصديقه به، ومحبته له فكانت من أفضل الأعمال. الأربعون: أن الصلاة عليه ﷺ من العبد هي دعاء. ودعاء العبد وسؤاله من ربه (تعالى) نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته، وما ينويه في الليل والنهار، فهاذا دعاء وسؤال، وإيثار لمحبوب العبد ومطلوبه. والثاني: سؤاله أن يثني على خليله وحبيبه [ﷺ]، ويزيد في تشريفه وتكريمه وإيثارة ذكره، ورفعه، ولا ريب أن الله تعالى يحب ذلك ورسوله يحبه [ﷺ]، فالمصلي عليه ﷺ قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله ورسوله، وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابه هو، بل كان هاذا المطلوب من أحب الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يحبه الله ورسوله [ﷺ] على ما يحبه هو، وقد آثر الله ومحابه على ما سواه، والجزاء من جنس العمل، فمن آثر الله على غيره آثره الله على غيره، ولو لم يكن من فوائد الصلاة عليه إلا هاذا المطلوب وحده لكفى المؤمن به شرفًا (١).

(١) انظر: «جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ» لابن القيم الجوزية- رحمه الله تعالى- (ص ٢٢٩ - ٢٣٦). بتصرفٍ. ط مكتبة نزار الباز.

1 / 175