ليس هذا البيت من أجمل أبيات وردة اليازجي، ولكنه من أصدقها. وهي وإن أخطرتنا في العنوان أن الأبيات قيلت في «صديقة» فنحن ندرك أن منها ما هو موجه إلى «صديق». وإنما أخفيت وراء برقع التأنيث في العنوان مجاراة لحكم المجتمع الذي كان يقضي على المرأة بكتمان عواطفها، حتى في الشعر. أيمكن أن يكون هذا الخطاب «لصديقة»:
رحل الحبيب، وحسن صبري قد رحل
فمتى يعود إلى منازله الأول
وتضيء أرض أظلمت من بعده
وتقر عيني باللقا قبل الأجل •••
يا غائبا والقلب سار بأثره
شوقي مقيم في فؤادي كالجبل
إن كنت غبت عن العيون مهاجرا
فجميل شخصك في فؤادي لم يزل
أما كيفية سير القلب في إثر «الغائب» وإقامة الشوق في ذلك القلب باسم «الفؤاد» «كالجبل»؛ أي كيف يذهب القلب ويبقى في آن واحد وفي بيت واحد، فمن الأمور التي لا يعرف أسرارها إلا الشعراء والعاشقون.
Shafi da ba'a sani ba