147

فقال له شمر: ان الله قاتلك وصاحبك عن ساعة!

قال: أفبالموت تخوفني! فو الله للموت معه احب إلي من الخلد معكم!

ثم أقبل على الناس رافعا صوته فقال:

عباد الله! لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي واشباهه، فو الله لا تنال شفاعة محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم قوما هراقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم!

فناداه رجل فقال له: إن أبا عبد الله يقول لك: أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون (1) نصح لقومه وأبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء وابلغت، لو نفع النصح والإبلاغ! (2)

[توبة الحر الرياحي]

[و] لما زحف عمر بن سعد قال له الحر بن يزيد: أصلحك الله! مقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: اي والله قتالا أيسره ان تسقط الرءوس وتطيح الأيدي!

قال: أفما لكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا؟

قال عمر بن سعد: أما والله لو كان الامر إلي لفعلت، ولكن أميرك قد أبى ذلك!

فأقبل [الحر] حتى وقف من الناس موقفا، ومعه رجل من قومه يقال له:

قرة بن قيس (3) فقال: يا قرة! هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: انما

Shafi 213