140

[خطبة الإمام (عليه السلام)- الاولى]

[و] لما دنا منه القوم [دعا] براحلته فركبها، ثم نادى بأعلى صوته يسمع جل الناس:

أيها الناس! اسمعوا قولي، ولا تعجلوني حتى أعظكم بما [ي] حق لكم علي، وحتى اعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فان قبلتم عذري وصدقتم قولي، واعطيتموني النصف، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم علي سبيل، وان لم تقبلوا مني العذر، ولم تعطوا النصف من أنفسكم «فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون» (1) «إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين» (2).

فلما سمع أخواته كلامه هذا صحن وبكين، وبكى بناته [و] ارتفعت أصواتهن، فأرسل إليهن أخاه العباس بن علي وعليا ابنه وقال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن.

فلما سكتن، حمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو أهله، وصلى على محمد صلى الله عليه [وآله] وعلى ملائكته وأنبيائه [قال الراوي]: فو الله ما سمعت متكلما قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه. ثم قال:

أما بعد: فانسبوني فانظروا من أنا؟! ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! ألست ابن بنت نبيكم صلى الله عليه [وآله] وسلم، وابن وصيه وابن عمه، وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه، أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟!

Shafi 206