Yakin Siffin
وقعة صفين
Nau'ikan
(*) أبى سلمة عامل البحرين (1)، وإنا والله ما نزعم أن معاوية أحق بالخلافة من على لولا أمره في عثمان، ولكن معاوية أحق بالشام لرضا أهلها به فاعفوا لنا عنها، فوالله ما بالشام رجل به طرق (2) إلا وهو أجد من معاوية في القتال، ولا بالعراق من له مثل جد على [ في الحرب ].
ونحن أطوع لصاحبنا منكم لصاحبكم، وما أقبح بعلى أن يكون في قلوب المسلمين أولى الناس بالناس، حتى إذا أصاب سلطانا أفنى العرب.
فقال جعدة: أما حبى لخالي فوالله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك.
وأما ابن أبى سلمة فلم يصب أعظم من قدره، والجهاد أحب إلى من العمل.
وأما فضل على على معاوية فهذا ما لا يختلف فيه [ اثنان ].
وأما رضاكم (3) اليوم بالشام فقد رضيتم بها أمس [ فلم نقبل ].
وأما قولك إنه ليس بالشام من رجل إلا وهو أجد من معاوية، وليس بالعراق لرجل مثل جد على، فهكذا ينبغى أن يكون، مضى بعلى يقينه، وقصر بمعاوية شكه، وقصد أهل الحق خير من جهد أهل الباطل.
وأما قولك نحن أطوع لمعاوية منكم لعلى عليه السلام، فو الله ما نسأله إن سكت، ولا نرد عليه إن قال.
وأما قتل العرب فإن الله كتب [ القتل و ] القتال فمن قتله الحق فإلى الله.
فغضب عتبة وفحش على جعدة، فلم يجبه وأعرض عنه
وانصرفا جميعا مغضبين.
فلما انصرف عتبة جمع خيله فلم يستبق منها [ شيئا ]، وجل أصحابه السكون والأزد والصدف، وتهيأ جعدة بما استطاع فالتقيا، وصبر القوم جميعا، وباشر جعدة يومئذ القتال بنفسه، وجزع عتبة فأسلم خيله
__________
(1) في الأصل: " عامل البحرين " وأثبت ما في ح.
(2) الطرق، بالكسر: القوة.
وفي الحديث: " لا أرى أحدا به طرق يتخلف ".
وفي الأصل: " طرف " صوابه بالقاف.
(3) في الأصل: " رضاكم " وأثبت ما في ح.
Shafi 464