374

(*) فأجابه معاوية: من معاوية إلى على: أما بعد - عافانا الله وإياك - فإنى إنما قاتلت على دم عثمان، وكرهت التوهين (1) في أمره وإسلام حقه، فإن أدرك به فبها، وإلا فإن الموت على الحق أجمل من الحياة على الضيم.

وإنما مثلى ومثل عثمان كما قال المخارق:

متى تسلى عن نصرتي السيد لا يجد لك السيد بيت السيد عندي مسلما (2) إذا حل بيتى عند جارى لم يخف غوائل ما يسرى إذا الليل أظلما وقلت له في الرحب وجهك إننى سأمسك عنك الدار أن يتهدما (3) فكتب إليه على بن أبى طالب: أما بعد فإنك وما ترى كما قال أوس ابن حجر: وكائن يرى من عاجز متضعف * جنى الحرب يوما ثم لم يغن ما يجنى ألم يعلم المهدى الوعيد بأننى * سريع إلى ما لا يسر له قرنى وإن مكاني للمريدين بارز * وإن برزونى، ذو كؤود وذو حضن (4) فكتب إليه معاوية: عافانا الله وإياك.

إنا لم نزل للحرب قادة وأبناء.

لم تصب مثلنا ومثلك، ولكن مثلنا كما قال أوس:

__________

(1) التوهين: الإضعاف.

وفي الأصل: (التدهين).

(2) السيد، بالكسر: قبيلة من قبائلهم، من بنى ضبة.

(3) وجهك: أي الجهة التى تنتويها في السفر.

والدار مؤنثة، وقد تذكر.

(4) الكؤود: العقبة الشاقة المصعد، الصعبة المرتقى.

Shafi 386