Yakin Siffin
وقعة صفين
ثم تفرق الناس وقد نفذت بصائرهم في قتال عدوهم، [ فتأهبوا واستعدوا ].
نصر: عمرو بن شمر (1)، عن مالك بن أعين، عن يزيد بن وهب، أن عليا قال في هذه الليلة: " حتى متى لا نناهض القوم بأجمعنا ؟ ".
قال: فقام
في الناس عشية الثلاثاء ليلة الأربعاء بعد العصر فقال: الحمد لله الذى لا يبرم ما نقض، ولا ينقض ما أبرم.
ولو شاء ما اختلف اثنان من هذه الأمة ولا من خلقه، ولا تنازعت الأمة (2) في شئ من أمره، ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله.
وقد ساقتنا وهؤلاء القوم الأقدار حتى لفت (3) بيننا في هذا المكان، فنحن من ربنا بمرأى ومسمع، فلو شاء لعجل النقمة ولكان منه التغيير (4) حتى يكذب الله الظالم ويعلم الحق (5) أين مصيره، ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال، وجعل الآخرة عنده دار [ الجزاء ] والقرار، (ليجزى الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى).
ألا إنكم لاقو العدو غدا إن شاء الله.
فأطيلوا الليلة القيام، وأكثروا تلاوة القرآن، واسألوا الله الصبر والنصر، والقوهم بالجد والحزم، وكونوا صادقين.
ثم انصرف ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها، فمر عليهم كعب بن جعيل التغلبي وهو يقول: أصبحت الأمة في أمر عجب * والملك مجموع غدا لمن غلب
__________
(1) ح: " عمر بن سعد ".
(2) ح " ولا تنازع البشر ".
(3) في الأصل: " ألفت " وأثبت ما في ح.
الطبري (6: 8): " فلفت ".
(4) فيه إشارة إلى قول الله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وفي ح: " النصر " وأثبت ما في الأصل مطابقا ما في الطبري.
(5) ح فقط: " المحق ".
(*) فقلت قولا صادقا غير كذب * إن غدا يهلك أعلام العرب
Shafi 225