فقال لها: «بالطبع، لم أكن أتوقع منك أن تبيعيه دون مقابل. من الذي اشتراه؟»
أجابته الفتاة وهي ما زالت ترتجف: «رجل عجوز!» لكن صاحب الصيدلية لم يلاحظ ارتجافها؛ إذ كان يعد النقود ووجد أنها مضبوطة. «أتساءل ماذا سيفعل بهذا الكم الهائل. إذا أتى مرة أخرى، فانظري إليه وأمعني النظر وأخبريني بأوصافه. الأمر يبدو مثيرا للريبة.» لم تعلم لورين لم يبدو الأمر مثيرا للريبة، لكنها مرت بوقت عصيب حتى أخذت السلة في يدها وذهبت للقاء عشيقها عند زاوية شارع بيراميد. وكان أول سؤال طرحه عليها هو: «هل أحضرت لي الأشياء؟»
فأجابته: «أجل، هل ستأخذها هنا، الآن؟»
فعاجلها برده قائلا: «ليس هنا، ليس هنا.» ثم سألها في قلق: «هل رآك أحد وأنت تأخذينها؟» «لا، لكن صاحب الصيدلية يعرف أنها كمية كبيرة؛ ذلك لأنه عد النقود.»
سألها جان: «أي نقود؟» «ثمن هذه الأشياء. أتظن أنني كنت سأسرقها؟»
ضحك الشاب وسحبها نحو زاوية هادئة في حديقة تويلري.
وقال لها: «لن يكون أمامي متسع من الوقت لأذهب معك إلى شارع ليل الليلة.»
فسألته في قلق: «لكنك ستأتي غدا كالعادة، أليس كذلك؟»
فأجابها وهو يخفي العبوات بسرعة في جيوبه: «بالتأكيد، بكل تأكيد.»
في مساء اليوم التالي كانت الفتاة واقفة تنتظر عشيقها بصبر عند زاوية الشارع التي اعتادا اللقاء عندها، لكنه لم يأت. كانت تقف تحت أحد أعمدة الإنارة المضيئة حتى يراها في الحال. وأثناء وقوفها هناك تحرش بها الكثير من الناس، لكنها لم تجب أحدا، وكانت تنظر أمامها مباشرة بعينين ثابتتين، وكانوا يتركونها ويغادرون بعد التردد للحظة. وفي النهاية رأت رجلا يجري بسرعة من الجهة الأخرى من الشارع، وحين مر أمام إحدى النوافذ المضاءة بأنوار براقة، أدركت أنه جان. وكان يأتي نحوها مسرعا.
Shafi da ba'a sani ba