صاح بوني: «أغلقوا الأبواب. لا تدعوا هذا الرجل يخرج.»
واجه ماكلين الحائط بظهره. ومن تحت معطفه سحب مسدسين دوارين وأمسك بكل منهما في يد.
وقال: «ينبغي أن تكون قد عرفتني أفضل من ذلك يا جريجز. أتريد مني أن أطلق النار عليك مرة أخرى؟ لن يخيب تصويبي هذه المرة. ألق بهذا.»
وقد أعطى أمره الأخير هذا بصوت رنان جذب انتباه الجميع نحو سوتي. كان قد أمسك بمسدس دوار من مكان ما خلف المشرب، وخرج به في يده. بدت عينا ماكلين وكأنهما تلتقطان كل حركة تحدث في أرجاء الغرفة، وسرعان ما وجه أحد مسدسيه إلى ساقي الحانة بينما كان يصدر أمره.
قال ميليش: «ألق به. لا مجال لإطلاق النار هنا على الإطلاق. يمكنك الذهاب في هدوء. لن يعترضك أحد.»
قال ماكلين ضاحكا: «من الأفضل لك بكل تأكيد ألا يفعلوا ذلك.»
وأضاف ميليش: «أيها السادة، سيتحمل المكان الخسارة. إنني وإن سمحت لمحتال أن يدخل إلى هنا فمن الصائب تماما أن أتحمل أنا وحدي عاقبة ذلك. والآن أبعد مسدسيك وارحل.»
زمجر ماكلين قائلا: «يا لك من عجوز طيب يا ميليش. ينبغي لك أن تدير مدرسة دينية.»
وعلى الرغم من حصول ماكلين على الإذن بالانصراف ومغادرة المكان، فإنه لم يخفف من احتياطاته ولو للحظة واحدة. فراح يكشط الجدار بكتفه وهو يتحرك شيئا فشيئا نحو الباب. وظل موجها المسدس في يده اليسرى نحو بوني، في حين كان المسدس اللامع في يمينه يجول باستمرار في كل أرجاء الحجرة، مما أثار الذعر في نفوس الكثير من الأشخاص المحترمين الذين راحوا يرتعدون وهم في مرمى مسدسه. وعندما وصل ماكلين إلى الباب قال موجها حديثه إلى بوني: «آمل أنك ستعذرني يا جريجز، لكن هذه فرصة سانحة للغاية ولا يمكنني أن أفوتها. سأقتلك وأنت واقف في مكانك.»
قال بوني وهو يضع يده خلف ظهره ولا يزال واقفا في مكانه فيما كان من حوله يحاولون الابتعاد: «هذا هو حجمك الطبيعي. أنا لا أحمل سلاحا؛ ولذا سيكون قتلي آمنا تماما. وستضمن ألا يقبض عليك سريعا.» «اذهب تحت الطاولة إذن، وسأخلي سبيلك.»
Shafi da ba'a sani ba