صاحت الفتاة من إنديانابولس وهي تصفق بيدها من البهجة: «أوه، انظروا! انظروا! السفينة الأخرى تستدير.»
كان هذا صحيحا حقا. كانت السفينة الكبيرة تضرب الماء بمروحتها، وأصبحت الصواري شيئا فشيئا بمحاذاة أحدها الآخر، ثم توجهت مقدمتها نحو الشرق مرة أخرى. وعندما تم هذا ببطء، دق الجرس على متن السفينة «أدامنت» معلنا أنها ستتقدم بأقصى سرعة، ثم نزل الكابتن بخطوات وئيدة على السلم الخشبي الخارج من برج القيادة. «أوه، أيها الكابتن، ماذا يعني كل هذا؟» «هل ستعود السفينة أدراجها أيها الكابتن؟ آمل ألا يكون هناك خطب ما.» «ما هذه السفينة أيها الكابتن؟» «إنها تسلك نفس مسارنا، أليس كذلك؟» «لم تعود السفينة أدراجها؟»
قال الكابتن في هدوء: «إنها السفينة فولكان، وهي تنتمي إلى بلاك بولينج لاين، وقد غادرت كوينزتاون بعد وقت قصير من مغادرتنا نيويورك. وقد وقع لها حادث. يعتقد أنها اصطدمت بحطام سفينة ما جراء العاصفة الأخيرة. على أي حال، هناك ثقب في جسم السفينة، ويعتمد نجاحها في التقدم نحو كوينزتاون، في جزء كبير منه، على الطقس حولنا وكذلك على مدى صمود حواجزها. وسنكون إلى جوارها حتى نصل إلى كوينزتاون.» «أتعتقد أنها تقل الكثير من الركاب على متنها؟»
أجاب الكابتن: «هناك سبعة وثلاثون في المقصورة، وأكثر من ثمانمائة من ركاب الدرجة الثالثة.» «لم لا تأخذهم على متن سفينتنا أيها الكابتن وتبعدهم عن الخطر؟» «آه، يا سيدتي، لا داعي لأن نفعل ذلك. سيؤخرنا هذا، والوقت هو العامل الأهم في مثل هذه الحالات. وبالإضافة إلى ذلك، سيتلقون إنذارا مبكرا إن كانت ستغرق، وسيكون لديهم متسع من الوقت لإنزال الجميع في قوارب النجاة. كما أننا سنكون إلى جوارهم كما تعرفين.»
قالت زوجة مساعد المدعي العام المتعاطفة معهم: «أوه، أولئك المساكين. فكر في موقفهم المرعب. قد يغرقون في أي لحظة. أتصور أنهم الآن جاثون جميعا في مقصوراتهم. ولا بد أنهم ممتنون كثيرا لرؤية السفينة أدامنت.»
كان التعاطف عميقا من جميع الأطراف مع الركاب أصحاب الحظ العسر على السفينة فولكان. فقد شحبت الوجوه لمجرد تخيل الكارثة التي قد تحدث في أي لحظة على متن السفينة الأخت. وكان ذلك درسا عمليا حقيقيا على الخطر المحدق دوما في البحر. وبينما كان الركاب على سطح السفينة ينظرون باهتمام بالغ إلى السفينة الأخرى التي تندفع في البحر بمحاذاتهم وعلى بعد ميل منهم، انسل الكابتن بعيدا عنهم وذهب إلى غرفته. وبينما كان جالسا هناك سمع طرقا على بابه.
صاح الكابتن: «ادخل.»
دخل الرجل الإنجليزي الصموت في هدوء.
وسأله قائلا: «ما الخطب أيها الكابتن؟» «أوه، السفينة فولكان بها ثقب كبير وقد بعثت إشارة ...» «أجل، أعرف ذلك بالطبع، لكن ما الخطب بنا؟»
ردد الكابتن كلمته مشدوها: «بنا؟» «أجل، ما الخطب في سفينتنا أدامنت؟ ما الذي حدث في اليومين أو الثلاثة المنصرمة؟ أنا لا أتحدث كثيرا، ولست بخائف أكثر منك، لكنني أريد أن أعرف.»
Shafi da ba'a sani ba