وحين استفاق الصحفي من نوبة الذهول الثانية، حاول أن يستجمع نفسه بعض الشيء وقال: «هلا أخبرتني كيف تعرف هذه التفاصيل عن رجل تقول بأنك لم تلتقه من قبل قط؟»
قال كومبس في رزانة وهدوء شديدين: «إنني نادرا ما أتحدث عن هذه الأشياء. لكن بما أن قوة الملاحظة عندما تكون عادة قد يساعدك ذلك في مهنتك؛ ومن ثم فإنه سيفيدني بدرجة محدودة في جعل صحيفتك أقل مللا، فإنني سأخبرك. إن إصبعيك الأول والثاني ملطخان بالحبر، مما يعني أنك تكتب كثيرا. وهذه الفئة من الأصابع الملطخة بالحبر تتضمن فئتين فرعيتين: كاتبي الحسابات أو المحاسبين، والصحفيين. وينبغي لكاتبي الحسابات أن يكونوا منمقين في عملهم. وفي حالتهم تكون لطخات الحبر طفيفة. أما أصابعك فهي ملطخة كثيرا وبطريقة تنم عن الإهمال؛ ومن ثم فإنك صحفي. ولديك صحيفة مسائية في جيبك. وقد يحمل أي شخص أي صحيفة مسائية، لكن الصحيفة التي تحملها هي طبعة خاصة، والتي لن توزع وتنتشر في الشارع إلا بعد نصف ساعة من الآن. ولذا، لا بد أنك قد حصلت عليها قبل أن تغادر مكتبك، ولكي يتم ذلك لا بد أن تكون أحد أفراد طاقم العمل. وهناك إشعار كتاب يحمل علامة مصنوعة بقلم رصاص أزرق اللون. ودائما ما يستخف الصحفي بكل مقال في صحيفته لم يكتبه بنفسه؛ ومن ثم فإنك كتبت المقال الذي ميزته بوضع تلك العلامة، ولا شك أنك تنوي إرساله إلى مؤلف الكتاب المشار إليه. وصحيفتك متخصصة في الإساءة إلى كل الكتب التي لم يكتبها أحد أفراد طاقم عملها. أما عن كون مؤلف الكتاب صديقا لك، فهذا محض تخمين مني. وليس هذا سوى مثال بسيط على الملاحظة العادية.» «إنك حقا أيها السيد كومبس أروع الرجال وأكثرهم خرقا للعادة على وجه الأرض. أنت تضاهي جريجوري، حقا أنت كذلك.»
تقطب وجه صديقي عبوسا بينما وضع غليونه على النضد بجواره وسحب مسدسه الدوار ذا الطلقات الست. «أتقصد إهانتي يا سيدي؟» «لا ... أنا ... أنا لا أقصد ذلك بكل تأكيد. أنت تستحق أن تتولى شئون سكوتلاند يارد من الغد ... أنا جاد في ذلك، بالفعل، أنا جاد يا سيدي.»
صاح كومبس وهو يرفع يده اليمنى ببطء: «ليرحمك الرب إذن.»
فهببت واقفا بينهما.
وصحت قائلا: «لا تطلق النار! ستفسد السجادة. وعلاوة على ذلك يا شيرلو، ألا ترى أن نية الرجل سليمة. إنه يظن حقا أن هذا ضرب من الإطراء!»
علق المحقق قائلا: «ربما أنت على حق.» ووضع مسدسه باستهتار بجوار غليونه مما أشعر الطرف الثالث بالارتياح كثيرا. ثم التفت نحو الصحفي وقال بدماثته المعهودة: «أردت مقابلتي، أعتقد أنك قلت ذلك. كيف يمكنني مساعدتك سيد ويلبر سكريبنجز؟»
أصيب الصحفي بالدهشة.
ولفظ لاهثا: «كيف عرفت اسمي؟»
لوح كومبس بيده في إشارة عن نفاد صبره. «انظر إلى داخل قبعتك إذا كنت تشك في اسمك؟»
Shafi da ba'a sani ba