Fuskar Wani Bangaren Almasihu
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Nau'ikan
يعتبر باسيليد المعلم الثاني للمسيحية الغنوصية بعد معاصره فالنتينوس، اعتبر نفسه مسيحيا أيضا، وبقي عضوا في كنيسة الإسكندرية حتى آخر أيامه، بالرغم من أن أتباعه كانوا يقولون بأنهم لم يعودوا يهودا ولم يصبحوا بعد مسيحيين، أسس باسيليد مدرسة غنوصية اجتذبت الكثير من الأتباع خلال النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، أنتج باسيليد ميثولوجيا على غاية من الغموض والتعقيد في موضوعات النشأة الأولى والتكوين، فوفق ناقده المسيحي هيبوليتوس يقول باسيليد إنه في البداية لم يكن سوى العدم، والله الخفي المتشح بالعدم، ثم أنتج الإله الخفي بشكل تلقائي بذرة الكون التي تنطوي على كل الممكنات التي تحققت فيما بعد، مثلما تحتوي حبة الخردل على ممكنات الجذور والساق والأوراق، من هذه البذرة خرج الأركون الأكبر المدعو يهوه، وباشر بخلق العالم المادي دون أن يعلم بوجود الله الخفي الأسمى منه.
أما ناقد باسيليد الآخر إيرينايوس، فيعزو إليه قوله إنه من الله الخفي غير المخلوق نجم «العقل»، وعن العقل نجم «اللوغوس» أو الكلمة، وعن هذين الأخيرين نجم «الفهم»، ثم الثنائي «صوفيا» و«القوة» وعن هذين الأخيرين نجم «الأركون الأكبر» وملائكته، وقد صنع هؤلاء السماء الأولى بمن فيها من أراكنة وملائكة، وهؤلاء بدورهم صنعوا السماء الثانية بمن فيها من أراكنة وملائكة، وهكذا وصولا إلى السماء الخامسة والستين بعد الثلاثمائة، حيث الإله يهوه صانع العالم وملائكته، وقد صنع يهوه عالمنا هذا وصنع الإنسان ثم اختار شعبا خاصا له أراد أن يخضع بقية أمم الأرض، ولكن الأب الكلي أرسل ابنه المسيح (العقل) لتخليص الأمم، وعندما أسلمه يهوه إلى الصلب، اتخذ سمعان القريني، الذي كلف بحمل الصليب، شكل يسوع، بينما اتخذ يسوع شكل سمعان القريني، وراح يضحك من جهل اليهود الذين شبه لهم أنهم صلبوه.
43
سمعان ماجوس
سمعان ماجوس، أو سمعان الساحر، هو مؤسس المدرسة الغنوصية السورية، وهو أكثر الشخصيات الغنوصية غموضا؛ لأن مؤلفاته قد ضاعت، ولم يبق منها إلا أفكار متفرقة وصلت إلينا عن طريق نقاده المسيحيين، وقد امتلأ ما وصلنا إليه من سيرته بالخوارق والمعجزات، حتى ضاعت ملامح سيرته الحقيقية. نشط سمعان خلال أواسط القرن الأول والميلادي، وهذا يعني أنه قد عاصر يسوع ونشط خلال فترة نشاط الرسل الأوائل، ومن اليسير الذي وصلنا عنه، لا يبدو لنا سمعان يهوديا راديكاليا ثائرا على الأرثوذكسية اليهودية، ولا مسيحيا غنوصيا متطرفا، وإنما تنبع غنوصيته من مصدر ثالث، هو على ما يبدو الغنوصية المبكرة التي نشأت عن الموروث الوثني التقليدي للمنطقة.
يقول سمعان، وفق ناقده هيبوليتوس، بأن الله قوة أزلية موحدة وغير متمايزة، منغلقة على نفسها في صمت مطلق، ثم إن هذه القوة اتخذت شكلا وانقسمت على نفسها، فظهر «العقل»
Nous
وهو مذكر، و«الفكرة»
Enoia
وهي مؤنثة، وبذلك انشطرت الألوهة إلى قسم علوي هو عالم الروح، وقسم سفلي هو عالم المادة، فلقد امتصت الفكرة إنويا القوى الخلاقة للأب وأنتجت ملائكة وقوى عملت بواسطتهم على صنع العالم المادي، ولكن إنويا فقدت السلطة على القوى التي نتجت عنها، وصارت أسيرة لها ولا تستطيع الرجوع إلى الآب، ثم ظهر سمعان ماجوس كتجسيد لله على الأرض لكي يحرر إنويا من قيودها، ويقدم الخلاص من العالم المادي لكل من يتعرف عليه، بصفته هذه من البشر،
Shafi da ba'a sani ba